أخصائية التغذية رشا شواورة: تصادق القدر وتأخذ حصتها من الدنيا

2018-10-17 06:32:08

جوليانا زنايد/ القدس،

ماذا لو أوصد الباب الأخير في وجهك؟...ذاك الباب الذي أتى بكل النور إلى حياتك والذي لن تفكر بأن نورا آخر قد يسطع من غيره، ماذا لو ضاقت الطريق الواسعة التي غرست خطاك فيها أحلاما، وبنيت فيها أبراجا عالية من طموحاتك، ورتبت خطتك فيها كأنها ستنفذ غدا؟ أتقف عند هذا الباب وتغازل أفول أحلامك؟ أم تقصد بابا آخر وإن كان ضيقا بعض الشيء على حلمك؟

تقول أخصائية التغذية رشا شواورة من مدينة بيت لحم: لم أنتصر لكنني لم أهزم؛ إذ ليس من الخطأ أحيانا أن نستمع لصوت القدر وإن لم يلاقي السرد العميق لما أردنا أن نكون. كان انكساري الأول  فارق علامتان في الثانوية العامة حالتا دون تحقيق حُلمي بدراسة  الطب البشري، بعد أن هيئت كل من حولي بأنني سأصبح طبيبة لأتابع حالة أخي الذي يعاني من مرض " SpinaBifida" منذ ولادته.

بكيت كثيرا وتوسلت إلى الله أن يفتح الطريق، وبهذا أكون الطبيبة التي لربما تساعد على أن تشفي أخيها أو على الأقل أن تخفف عنه، إلا أن العلامات الإلهية  كانت تدفعني نحو اتجاه آخر وكأن الله اختار لي ما سأكون؛ فحين قرر والداي بيع كل ما ملكته أمي من ذهب لكي يتسنى لي الإلتحاق بتخصص الطب البشري بصفتي طالبة "موازي"، و خلال الطريق إلى الجامعة هممت بالتفكير وكأن الطريق أخذت رغبتي بدراسة تخصص الطب البشري بعيدا؛ ففي منتصف الطريق قلت لأبي بأن يوقف السيارة، ولنعود للمنزل ما عدت أريد هذا التخصص؛ لن أصبح طبيبة".

كلامي لم يقنع أبي؛ إذاعتبره نبلا مني، وعدم رغبة في أن أثقل كاهله برسوم دراسية مضاعفة، واصل الطريق، وطلب من عميد كلية الطب أن يقابلني لأسمع منه، غير أنه وعلى عكس توقعات أبي لم يشجعني على دراسة الطب ونصحني بأن أختار تخصصا يحتاج وقتا أقل بحيث لا يضيع عمري في الدراسة؛ فازدادت رغبتي بأن لا أدرس الطب، بل وغيرت رأي عن قناعة هذه المرة.

وحين توجهت لجامعة أخرى رحبت بي تخصصات عدة، أحدها كان تخصص التغذية  الذي اخترته بالرغم من معدلي العالي؛ ما شكل صدمة لأهلي وأصدقائي، وكان مصدرا للتعليقات المزعجة أحيانا، أما بالنسبة لي فكانت نقطة التحول، وحجر الأساس لما سأكون عليه من ذاك اليوم وصاعدا.

 

في التغذية كان العلاج

الأمر الغير عادي، وما يفسر تواطؤ الأشياء مجتمعة لأصبح أخصائية تغذية هو أنني وجدت علاج أخي في التغذية، وأصبح بإمكاني أن أساعده من خلال تغيير نمط الغذاء الخاص به؛ إذ أدركت ومن حولي أخيرا أن الطب ما كان ليفعل شيئا لأخي.

أنا فخورة جدا بأني استجبت لحدسي، وأن رغباتي لم تسُقني إلى حيث لن أصل لمكان، وفخورة جدا بالإنسانة التي بت عليها؛ حيث ازداد شغفي وطموحي؛ فأمضي وقتي في خدمة الناس من حولي مثل مرضى السكري والسمنة، وأمرض القلب وبت أنا نصف طبيبة وأحمل شهادة من جامعة بيرزيت!

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...