أسمهان عليان: "سأكون السمكة الصغيرة التي ستكبر وتنافس الحيتان"

2016-05-04 12:36:33

فيصل الرفاعي/ القدس

أن تشق طريقك للنجاح وسط مجتمع مليء بالتحدي والمنافسة، وفوق هذا تتمكن من إثبات نفسك وجدارتك، وتضع بصمتك المميزة، لهو أمر عظيم؛ فكيف إذا كان صاحب التحدي امرأة في مجتمع ينافس فيه الرجال على كل شيء.

هذه ستكون حكايتنا اليوم؛ قصة نجاح سيدة الأعمال أسمهان عليان، من القدس، التي اخترقت طريقها نحو النجاح في عالم الأعمال الخاصة، عبر شركة "سمارت آرت"، لتصبح من أبرز الشركات العاملة في مجال الدعاية والإعلان في مدينة القدس والدول العربية المجاورة.

بداية قوية رغم التحديات

بدأت السيدة أسمهان مسيرتها المهنية قبل 15 عاما، منذ مرحلة الثانوية العامة، حيث تحدت الظروف المحيطة بها، وكان دافعها الأساس هو المساهمة في عجلة التنمية والتطور في المجتمع الفلسطيني الذي يعاني من إشكاليات على صعيد التنمية الاقتصادية.

ودون استسلام للظروف المحيطة، وعلى رأسها شروط المانحين الدوليين التي تتحكم بطبيعة المشاريع المطروحة في فلسطين، كانت بداية توجهها للعمل في القطاع الخاص، الذي سيشكل تحولا مهما على صعيد حياتها الشخصية أيضا.

بدأت عملها من المنزل، وكانت تجربتها الأولى في مجال الدعاية والإعلان الذي لا يتوافر بكثرة في مدينة القدس المحتلة، بدعم من أبنائها، حين قامت بطباعة صور لاعبين رياضيين مميزين، وفرق رياضية محترفة على ملابس تيشيرت، أثارت إعجاب أبنائها الذين ارتدوها بين أصدقائهم في المدرسة، مما شكل دعاية قوية دفعت بزملائهم لطلب نماذج من هذه الملابس، فكانت بداية مشجعة ومحفزة للاستمرار في العمل.

وحين قامت بتطوير عملها وتسجيل شركة "سمارت آرت"، استهجن بعض العاملين في الوزارة هذه الخطوة من منطلق ذكوري؛ يرفض منافسة السيدات له في مجال الأعمال، فقاموا بتحذيرها بأن هذا المجتمع هو "للحيتان"، فجاء جواب سيدة الأعمال الصاعدة قويا: "سأكون السمكة الصغيرة التي ستكبر وتنافس الحيتان".

وكان التحدي الآخر الذي واجه سيدة الأعمال المتميزة وضيفة مجلة علّي صوتك، هو كسب ثقة الزبائن، الذين اعتادوا على العمل مع الرجال فقط، وإثبات أن المرأة أيضا بإمكانها أن تكون منافسا قويا يكتسب مكانا مميزا وسط القطاع الخاص، وهو الأمر الذي تمكنت عليان من تحقيقه، بأعمالها المميزة التي كانت منافسا حقيقيا في سوق العمل.

الإيمان أقوى دافع

"يؤمن الناس حين تؤمن أنت"، كما تقول عليان، وتتابع: "لا يمكن لأحد أن يشعر بطموحك إلا إذا نقلته إلى واقع بصدق وشغف". وكان هذا الدافع القوي وراء استمرارها في العمل، ومن يقابل السيدة عليان يشعر قوة في حديثها وإيمانها الحقيقي بقدرتها على الصمود في وجه التحديات والعقبات، بوجود دعم عائلي رائع، بدءا من زوجها الذي وقف معها، ومرورا بأبنائها الذين ساعدوها في ترويج عملها الخاص، وعملوا معها على تحقيق حلمها، فكانوا أجمل مثال على التعاون الأسري، والانتماء الخالص للعائلة على طريق تحقيق والدتهم نحو تحقيق هدفها.

ورغم كون السيدة عليان موظفة سابقة في الأمم المتحدة في منصب مرموق، إلا أن ذلك لم يمنعها من السير نحو تحقيق حلمها الخاص، والتوقف عن كونها موظفة لتصبح سيدة أعمال تشق طريقها بنفسها وتمتلك شركتها الخاصة، وترسل رسالتها للمجتمع الفلسطيني أن الجميع بإمكانه امتلاك طموحه الخاص والعمل على تحقيقه.

الطريق نحو العالمية

وبعد مسيرة نجاحها على المستوى المحلي، بدأت شركة "سمارت آرت"بإبداعات ضيفتنا، تشارك في مؤتمرات عربية ودولية لسيدات الأعمال، وكانت البداية في مؤتمرات تدريبية بإمارة دبي، لتكون المشاركة الوحيدة من فلسطين ضمن 16 مشتركة عربية أخرى، ففتحلها الطريق بعد ذلك لتصبح أحد أبرز الأعضاء المشاركين في "منتدى سيدات الأعمال"؛لتشارك مع منظمة "الأصوات الحيوية" في مسابقة تنظمها كل عام حول أفضل مشروع ريادي تقوده سيدة، وكانت المفاجأة بفوز شركة "سمارت آرت"بمركز مميز، أتاح لها الحصول على منحة دراسية لمدة عام كامل تشمل التطوير الذاتي لصاحبة المشروع ومواد تعليمية مقدمة من جامعة هارفرد البريطانية المرموقة.

انتماء عميق للمجتمع

ليس الانتماء للمجتمع مجرد رسالة كلامية في مسيرة حياة "سمارت آرت"، فرغم حصولها على جوائز عالمية، ومشاركتها على الصعيد الدولي والعربي، إلا أن "سمارت آرت" وأسمهان عليان لم تنس مجتمعها المقدسي لحظة، لترسل رسالة قوية تدل على عمق الانتماء، الذي تتنوع أشكاله بين دورات إدارة مشاريع، وتدريبات في مجال التسويقالتي تقدمها الشركة لسيدات الأعمال الصاعدات، ولربات البيوت في مدينة القدس، عدا عن الاستشارات التي تقدمها الشركة لكل سيدة تحاول شق طريقها في عالم القطاع الخاص.

رسائل

"سمارت آرت"؛ الشركة التي بدأت بسيدة واحدة فقط، تؤمن برسالتها، وتتيقن من نجاحها، وحملت بيدها اليمنى الثقة، وبيدها اليسرى الثبات والاستمرار، تخبرنا اليوم أن "الاستمرار مهم وضروري"، وأن من يريد الدخول إلى عالم الأعمال يحتاج إلى الصبر أولا وثانيا وثالثا، وأن العائد الربحي للشركات قد يبدأ بعد السنة الثالثة أو الرابعة، مما يعني أن عدم التعجل هو أهم قاعدة يمكن البدء فيها.

أما النصائح والرسائل التي توجهها السيدة أسمهان عليان لجمهور "علّي صوتك" فتتمثل في:

1. الحياة صعبة، ورغم ذلك يمكننا أن نتغلب عليها ونواجهها.

2. وفرت التكنولوجيا اليوم كل شيء للشباب والصبايا، ويجب أن نستغلها لصالحنا حتى ننمي قدراتنا ونطورها لأفضل مستوى.

3. للسيدات خاصة تحية أوجهها لهن جميعا، ويجب أن تكون السيدة مبادرة، وأن تمسك زمام الأمور، فدورها ليس فقط رعاية المنزل والأسرة، بل بإمكانها أيضاأن تعمل أشياء أخرى كثيرة، ولكن بشرط ان تكون هي المبادرة.

 

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...