جوليانا زنايد/ رام الله،
يقال أن ثمة لحظات في حياتنا لن نعود بعدها كما كنا، وهذا ليس مبالغ فيه على الإطلاق؛ فأحياناً يلبي القدر للأشخاص أحلامهم حتى وإن لم يخططوا لها مسبقا، وحين يظن البعض أن الطريق الذي رسموه هو السبيل الوحيد لإجتياز أحلامهم، فإن شيئا ما قد يحدث ليحقق لهم ما أرادوه... وقد يكون أكبر من أحلامهم!
أنجي شاهين عيد 33 عاما، من بلدة بيرزيت شمال رام الله؛ معلمة في إحدى المدارس الخاصة، وأم لأربعة أطفال، وهي طالبة جامعية في السنة الثانية.
ما سبق ليس كل ما يمكن قوله عن أنجي؛ فهي تعتبر موهوبة في تصميم الأزياء والرسم والتطريز إلى جانب حياكة الصوف والكروشيه، وكان اكبر أحلامها أن تصبح مصممة أزياء، غير أن الحياة الزوجية أغرقتها بمسؤوليات كبيرة عزلتها لعشرة أعوام عن تحقيق طموحها... لكنها لم تستسلم.
تقول أنجي أنها قضت وقتا طويلا في التفكير مما أرهقها، وتضيف: "كان بإمكاني أن استسلم لواقعي، غير أن شيئا ما في داخلي كان يرفض تعريفي "بربة منزل" فأنا لست ربة منزل وحسب! أنا أم تحمل في قلبها ألف حلم ... وحلم، وابحث عن النجاح لأعكسه على أطفالي.
وتضيف أنجي، "إن الصدفة كانت كفيلة بأن أتعرف على جوانب شخصيتي، لم أكن لأتخيلها، فبعد أن ذهبت لتسجيل أبنائي في إحدى المدارس الخاصة، عرضت عليهم أن أعمل لديهم وتم قبولي بشرط أن أنهي تعليمي الجامعي في تخصص التربية...وقبلت التحدي!
كان عامها الأول في العمل والدراسة صعبا، وانعكس ذلك على واجباتها الأسرية، وحياتها الاجتماعية بشكل كبير، لكن أنتهى العام بأن نجحت في جميع المواد في الجامعة وتلقت تقديرا من المدرسة وبالطبع دعم من زوجها والأبناء.
ابرز المعيقات والتحديات
تعتبر شاهين أن عدم توفر الظروف المناسبة للدراسة كان حافزا للمثابرة، فلم تراكم المواد على نفسها، رغم أن حملها بطفلها الرابع حدث بالتوازي مع توظفها ودراستها ما أرهقها. فالتغيير في حياتها بات جذري وعليها التأقلم مع كل شيء.
أبنائي أولاً
تقول أنجي: "تغيرت علاقتي بأبنائي كثيرا، وأصبحت راضية عما أقدمه لهم، خصوصا أنني كنت سلبية وعصبية في السابق، وهذا كان يؤثر على أبنائي وعلى علاقاتنا داخل البيت."
اشتاق للراحة لكنني أستمتع بالتعب!
رغم حاجتي للراحة إلا أنني أصبحت أستمتع بالتعب؛ لأنني أحصد ثماره. وأنا غير نادمة على قراري تحمل كل هذه المسؤوليات، فقد أصبحت قادرة على تحمل التعب والمسؤولية حتى وإن كانت كبيرة وتحتاج إلى التحدي، وأنا اليوم مؤمنة بأن لا حدود لطاقتي، لن أتخلى عن أحلامي تحت أي ظرف، فأنا الآن مستقلة اقتصاديا وفكريا.
-صورة تعبيرية من الانترنت.