ولاء عمرية/ جنين
للوهلة الأولى ستعقد حاجبيك عند قراءتك لهذا العنوان، وستتساءل في قريرة نفسك كيف يمكن لهذا الشيء الذي طالما سحق أحلام الكثيرين ودفع غيرهم لهجرة لا يرغب بها أن يكون حظاً؟ وكيف سيخرج من هذا السواد ألواناً زاهية؟!
هذا ما حاولت حنين حاتم 26 عاما، من محافظة طوباس، القيام به لتيقظ أحلام طفولتها من سباتها، وتحارب من خلالها خمس سنوات من البطالة تقول حنين:"ساعدتني البطالة بأن أبحث عن موهبتي وأطورها، فأنا أحب الرسم والفنون منذ طفولتي ولكن الظروف أجربتني على اختيار إدارة الأعمال بدلاً من الفنون الجميلة، وبعد هذه السنوات تساءلت لما لا يكون حلمي الطفولي هو الحل؟".
بدأت حنين، بتلوين جدران مدارس بلدتها، وحولت ألوانها البائسة إلى ألوان تملأها الحياة، وأطلقت فيما بعد مشروعها الخاص"زركشات"، الذي شاركتها فيه أختها سلسبيل، تقول حنين:"يقوم زركشات على الرسم والكتابة على قوالب الجص أو الجبس، وصناعة الإكسسوارات الخشبية بنمط أو"ستايل "خاص، إضافة إلى عمل أشغال يدوية لطالبات الجامعات والمدارس".
تمكنت حنين وسلسبيل التي ما زالت تدرس تخصص اللغة الانجليزية من خلال زركشات أن تؤمنا مصروفهما الخاص وخرجن من عبء الاتكال على الغير من خلال رأس مال صغير حاربن من خلاله البطالة لينطلقا إلى أحلامهن الأكبر بدلاً من ندب حظهن وانتظار رد على ال(CV) المكدس مع ألاف غيره على الرفوف.
"توليب"
تتصف زهرة التوليب باحتفاظها بنضارتها فترة طويلة بعد قطفها، كما أنها عنوان للرومانسية والجمال والأناقة وهي لا تتفتح إلا إذا وضعتموها في البيئة المناسبة، وتعد من الأزهار المعمّرة فهي تعيش لأكثر من سنتين، واعجابا بهذه الميزات أطلقت أية أبوعرة، 26 عاما، من طوباس، على مشروعها الخاص اسم "توليب".
تخرجت آية عام 2013 تخصص تصوير"فن تشكيلي"، وبعد أن فقدت الأمل في الحصول على وظيفة في مجال تخصصها قررت أن تنشأ مشروعها الخاص وتقول: "شجعتني سنوات البطالة أن أفكر جدياً بمشروعي الخاص، وأن أبحث عن جوانب الإبداع في شخصيتي، وقلت حان الوقت لأكون الشخص المنتج والفعال وليس المعلق أماله كلها بوظيفة".
يقوم مشروع آية على تجهيز مستلزمات الأعراس من تزيين القاعة وسيارة العروسين، إضافة إلى الاهتمام بباقة العروس لترافقها الورود بتنسيق مميز يحمل طابع "توليب".