ناريد غبن/ غزة
أخصائية نفسية
يسعى الآباء لتنشئة أولادهم تنشئة سليمة وصحية، ليكونوا مصدر فخر وعون لهم في المستقبل، لذلك لا أحد يرغب أن يصبح ابنه لصاً، أو انطوائيا أو يؤذي نفسه، ولكن ماذا لو كان الأهل هم المتسببين بالأذى للطفل من خلال استخدام أساليب التربية غير المتوازنة؟
نعم عزيزي القارئ، هناك ما يسمى"بالابتزاز العاطفي بحق الطفل"، الذي يمارسه العديد من الآباء بحق أبنائهم دون وعي، والذي ينتج عنه طفلا غير سوي نفسيا، لذلك عليك التخلص من هذه الطريقة على الفور وعدم اتباعها مع طفلك بعد الآن. وفي هذا المقال سنوضح ماهية الابتزاز العاطفي وما أشكاله؟ كيف يمكن تجنبه؟
الابتزاز العاطفي هو أحد أشكال التلاعب النفسي وهو محاولة من طرف لاستغلال حب طرف آخر أو احترامه له أو حاجته له في سبيل الحصول على ما يريد.
وهناك عدة أشكال للابتزاز العاطفي منها:
كيف نتجنب ممارسة الابتزاز العاطفي مع أطفالنا؟
الآن خطوة التوقف عن الابتزاز العاطفي مع أطفالنا مهمة، وهذه النصائح ستساعدكِ في الأمر:
- لا تستسلمي لنوبات الغضب التي يقوم بها طفلك فهي نوع من الابتزاز العاطفي الذي يقوم به الطفل لكِ كي تستجيبي لمطالبه، إذا قلتِ لا على أمرٍ ما فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن تقولي نعم بعدها مهما فعل طفلك.
- ضعي قواعد ثابتة وراسخة في المنزل مع طفلك، مثل: مشاهدة التابلت لمدة ساعتين فقط، وتناول الطعام على طاولة السفرة فقط، وغسل اليدين والوجه بمجرد العودة من المدرسة، وغيرها من القواعد المهم تطبيقها باستمرار كروتين ثابت لأفراد المنزل.
-توقفي عن التعامل مع طفلك بالصوت المرتفع والصراخ طيلة الوقت، اهتمي بالتواصل معه وجهًا لوجه وانزلي لمستواه خلال الحديث، ولا تتكلمي معه وهو يصرخ أو يرفع صوته، قولي له بوضوح: "لن أتكلم إلا عندما تهدأ".
- لا تأخذي ردود فعل سريعة وأنتِ داخل الموقف، فعندما يكسر طفلك القاعدة أو يقوم بتصرف خاطئ تمامًا وخارج السيطرة، لا تأخذي ردة فعل سريعة للموقف، تحدثي معه لاحقًا عن سلوكه وتبعاته التي عليه أن يتحملها، وفي هذا الوقت ستصلين لمرحلة الهدوء التي تمكنك من وضع نتيجة وعاقبة لسوء تصرفه على قدر الموقف دون تهويل.
-اختاري العبارات التي تتحدثين بها مع طفلك بعناية، فيجب أن تكون طريقتك حازمة ولا تحمل مجالًا لأن يشك الطفل بما ستقومين به، وفي الوقت نفسه غير غاضبة ولا تحمل أي نوع من التهديد النفسي أو البدني للطفل.
-اشرحي لطفلك مفهوم العواقب ونتائج الأفعال في الحياة عمومًا، كي يكون مدركًا لوجود عواقب لأي تصرف يقوم به سواء بالإيجاب أو السلب.
-يجب أن يفهم طفلك حدود التعامل معكِ أنتِ ووالده، وضرورة ألا يتخطى حدود الأدب واللباقة. وهذا الأمر لن يحدث في يوم أو يومين، ويحتاج إلى تربية سليمة ومواقف تعزز هذا المفهوم منذ البداية، دون استخدام للعنف أو الإهانة أو التهديد والابتزاز،
-يجب إدراك أن الحب والقسوة لا يجتمعان، لذلك لا يجب اتباع أسلوب الابتزاز العاطفي بحجة أنك تحب طفلك وتسعى لمصلحته.