"الفلوريوغرافي" اختاروا زهورا تليق برسائلكم

2019-11-23 08:50:22

الفلوريوغرافي "لغة الزهور"

كم من رسائل سكنت قلوبنا ولم نستطع البوح بها! كم ابتغينا أن تصل معانيها دون أن ننطق بحروفها! وهل أجمل وأقدر من الزهور على فعل ذلك! فما كذب محمد بيرم التونسي حين قال: "الورد جميل وله أوراق، عليها دليل من الأشواق إذا أهداه حبيب لحبيب، يكون معناه وصاله قريب، شوف الزهور واتعلم  بين الحبايب نتكلم".

"الفلوريوغرافي"؛ هي لغة الزهور، ويعود أصل الكلمة إلى العصر الفيكتوري وهو فترة حكم الملكة فكتوريا في انجلترا، وبما أن الناس في تلك الحقبة كان محرم عليهم الحديث والتعبير عن مشاعرهم وعواطفهم فما كان منهم إلا استخدام لغة للتواصل من خلال باقات الزهور والتي من خلالها كانوا يقومون بإرسال الرسائل التي يريدونها وكانت تعرف ب " الباقات الناطقة". وكان بالإمكان  ارتداء هذه الباقات أو حملها كإكسسوار أزياء في تلك الحقبة.

تحدث بلغة الزهور

"نعم للأزهار لغة، هناك فن من الخطابة يروى بهدوء معطر، هناك طرب في المفردات المنوعة من الجمال" هذا ما كتبته الكاتبة "لويز كورتامبرت" -  والتي كانت تكتب آنذاك تحت الاسم المستعار "مدام شارلوت دي لا تور" – في كتابها  لغة الزهور "Le Langage des Fleurs" والذي يعتبر أول قاموس عن لغة الزهور وقد أصدر عام 1918،  أفردت "كورتامبرت" في كتابها لكل زهرة صفحات تتحدث عن قصة ومعنى الزهرة وما ترمز إليه.

في قاموس لغة الزهور

عندما تبدأ بتصفح كتاب " لغة الزهور"، أؤكد لك أنك لن تستطيع التوقف. وسيقودك الفضول لتبحث عن أنواع الزهور المختلفة وفقا للمعنى الذي تقرأه، ستجد نفسك أمام عالم من المعاني بداية بالسلام مع زهر الزيتون مرورا بالكمال مع زهر الفراولة وصولا للزيزفون والذي يعبر عن الحب المقترن بالزواج، إلى الزهر المخملي الذي يروي حكايات عن الحزن والكآبة.  وكذلك ستأخذك بعض معاني الأزهار لرحلة بينك وبين نفسك تتخيل فيها كيف سيكون شكل الباقة التي سترسلها  لشخص ما وتعبر عما يدور بخاطرك دون الحاجة للكلام، فتصل الرسالة بصمت مطبق.

اختر باقة أزهارك

الورد الجوري ستبقى السهم الأول الذي يشير للحب بلونها الأحمر القاني المشع بالعنفوان، واللون الأبيض منها رسالة لقلب غير ملم بالحب، قلب يحمل العفة بين طياته. أما الأصفر منها فيعبر عن الخيانة حيث تؤكد الكاتبة في القاموس أن اللون الأصفر دليل على وجود خطيئة وتشير إلى الشخص الغيور.

زهرة الياسمين تأسرنا رائحة الياسمين حين تنتشر مغطية الساحات والطرق التي نمر بها، لذا لا أستغرب جعلني لا استغرب معناها الوارد في القاموس اذ تعبر عن اللطف في المعاملة، وهل ألطف من طوق من الياسمين ملتف حول رقبة من نحب !

الأقحوان؛ أنا شخصيا يسيطر علي الحماس لرؤية اكسسوار تزينه هذه الزهرة، فشكلها يؤكد ما ترمز له وهي البراءة وقد كانت الزهرة المفضلة للشعراء. إلا أن ما استوقفني في كتاب لغة الزهور هي الرسالة التي تعبر عنها زهرة الأقحوان البري حيث يشير من يقدمها للمستقبل قائلا "سأفكر في الأمر"، ووفقا للكاتبة ففي الزمن الفيكتوري وحين لم تستطع المحبوبة حسم أمر قلبها كانت ترسل هذه الرسالة مستخدمة باقة من هذه الزهرة.

التوليب؛ ست صفحات استخدمتها الكاتبة لوصف وسرد القصص الخاصة بهذه الزهرة والتي تحمل رسالة " التصريح عن الحب" حيث أوراقها المشعة بالحياة والتي تحتضن داخلها قلبا يحترق بلون قاتم بالداخل. ما عليك سوى اختيار باقة منوعة من التوليب في حال أردت الاعتراف بالحب وخانك الكلام.

الزنبق؛ تعبر زهرة الزنبق بأناقتها وعطرها عن العظمة والفخامة. غير أن هناك نوع محدد من الزنابق يسمى بزنبق الوادي وهذا النوع يعبر عن عودة السعادة وتتصف الزنبق بالزهرة الخجولة.

النرجس؛ هي زهرة تعبر عن حب الذات. غير أن هناك نوع من أزهار النرجس يعرف بزهرة الأمارلس وهذا النوع يرمز إلى الكبرياء حيث أنه برغم العناية الشديدة التي تمنح له إلا أنه لا يزهر مباشرة.

أما أنا ومن الغربة البعيدة سأبرق باقات من الزنبق العطر، وأنثرها على مسقط رأسها ورأسي حيث المجد السرمدي في غزة الحبيبة حيث أرض الزهور ومنبتها. وباقة خاصة من الزهور للقاطنين هناك علها تصل حاملة أشواقي، سأزينها بطوق من الياسمين، وأمزجه ببعض من التوليب وأزهار الأمارلس. بين هذه الزهور وفي مياسيمها رسالتي وأودها أن تصل بطريقة مثالية.

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...