فوزية الشويكي/ القدس
أشخاص في عمر الشباب، ناضجون ومتزنون قد يهزهم مرور قطة من أمامهم، أو رؤيتهم لحشرة صغيرة، أو اقترابهم من أماكن مرتفعة، أو تواجدهم في غرفة مغلقة! رغم أن الخوف من الصفات الطبيعية للإنسان، إلا أنه قد يتحول عند بعض الناس إلى رهاب وفوبيا مرضية، فيؤثر على سير الحياة الطبيعية، ويشكل عائقا أمام تقدمهم ونجاحهم! فما هي أنواع الفوبيا ؟ وما أسبابها ؟ ولماذا يصاب بها شخص دون آخر؟
يشير إياد الحلاق؛ دكتور في علم النفس، إلى أن الفوبيا مرض نفسي يتجلى بالخوف الشديد والمتواصل من مواقف، أو نشاطات، أو أجسام معينة، أو حتى أشخاص، ويؤثر هذا المرض على حياة الشخص، ويسبب له حالة من الضيق المتواصل، يكون فيها المريض مدركا تماما أن الخوف الذي يصيبه غير منطقي.
أنواع الفوبيا
ويقول الحلاق:"هناك ثلاثة أنواع من الفوبيا؛ الرهاب البسيط، وهو الخوف من أجسام كالحيوانات ورهاب الخلاء، وهو الخوف من الأماكن العامة؛ كالحافلات، والرهاب الاجتماعي؛ حيث يخاف المريض من أن يظهر دون المستوى الاجتماعي أو الفكري، أو يشعر بالإحراج في المواقف الاجتماعية".
بين الشباب
وتعاني كوثر السلايمة، 33 عاما، من القدس، من فوبيا المرتفعات. وتعتبر أن الفوبيا مرض نفسي ينتج عنه خوف شديد من أمور بسيطة. وتشير إلى أن درجة الخوف تختلف من شخص لآخر؛ حسب نوع الفوبيا ودرجتها وتقول:" يجب أن يتوجه المريض إلى أخصائي نفسي للعلاج ، خاصة إذا كان المرض يؤثر على حياته اليومية".
ويعتبر قصي أبو سنينة، 27 عاما، من القدس، أن لكل شخص مخاوفه، ويقول: "أنا أخاف من ركوب الطائرات، ومن القطط والأفاعي. ولكنني لا أرى أن علي أن أتوجه إلى طبيب نفسي للعلاج إلا في الحالات المزمنة ".
أسباب الفوبيا
ويؤكد الحلاق أن الفوبيا تنشأ نتيجة التعرض لتجربة سلبية تنعكس على شخص تعرض لها، ولا يوجد سبب واضح لهذا المرض؛ حيث يشير إلى أن بعض الأطباء النفسيين يعتبرون أن المرض ينبع من داخل الفرد ،ويفسرون الأمر على أنه عبارة عن مشاعر خوف داخلي ناجم عن ممارسات محرمة وممنوعة، ويتم نقلها وتحويلها إلى أشياء خارجية، تصبح مصدر خطر وخوف لدى المريض.
ويضيف أسبابا أخرى للرهاب المرضي، ومنها الصدمة النفسية، الذي إذا لم يعالج في وقته سيتحول إلى فوبيا ، ويقول: "إن تعرض المريض لخبر أو حادثة مؤلمة يؤدي إلى مشاعر خوف دفينة تختزن في ذاكرة الشخص ومشاعره، ورؤية شيء، أو المكان الذي سبب الأخبار الأليمة.
ويشير الحلاق إلى أن الفوبيا تصاحبها عدة أعراض منها ارتفاع عدد دقات القلب، وتقلب في المعدة، وغثيان وإسهال، والتبول بكثرة، والشعور بالاختناق واحمرار الوجه، والتعرق، والارتعاش الشديد والإعياء. ويقول: "إذا اشتدت تلك الحالات فقد تؤدي إلى الإغماء".
العلاج
يؤكد الحلاق أن هناك علاجا لكل حالات الفوبيا. ويقول: "يستطيع الطبيب بعد التحليل النفسي أن يستخرج المشاعرالمكبوتة التي تتعلق بالموقف الذي يخاف منه الفرد."ومن الطرق المستخدمة في العلاج التنويم المغناطيسي والعلاج بأدوية تحد من الحالة، إضافة للاسترخاء من أجل إزالة التوتر، والتدريب التدريجي بإشراف طبيب. وقد يحتاج ذلك إلى عدة جلسات تمتد لاسابيع .
وقد يكون العلاج بتعريض المريض للموقف الذي يسبب له الخوف تدريجيا، بدءا بعرض فيلم، ثم مجموعة من الصور، قبل تعريض المريض للموقف الحقيقي، حيث يكون بعيدا عما يخيفه، ثم يقترب شيئا فشيئا حتى يصل إلى مرحلة تمكنه من التعامل مع ما يخيفه بشكل طبيعي.