النساء يكسرن حاجز العادات ويعملن بمهن ذكورية في قطاع غزة

2020-12-27 14:01:25

 

بسمة أبوناصر/غزة


لم تجرِ العادة أن تعمل النساء في قطاع غزة بمهن مخصصة للرجال في ظل تمسك المجتمع الغزي بالعادات والتقاليد المتوارثة عن الأباء والأجداد، لكن تدهور الوضع الاقتصادي بشكل ملحوظ دفعهن لهذا النوع من العمل لتأمين حياة أفضل لهم ولأبنائهم .

 

"أبو جبة" أول سائقة في قطاع غزة


تعتبر نائلة أبوجبة، 39 عاما، أرملة، وأم لخمسة أبناء، وحاصلة على شهادة البكالوريس في الخدمة الاجتماعية، كما أنها مدربة تنمية بشرية، أول إمرأة في قطاع غزة تتغلب على العادات والتقاليد في المجتمع الغزي، وتعمل كسائقة سيارة أجرة "للسيدات"؛ لكسب رزقها من جهة وللحفاظ على خصوصية النساء من جهة أخرى.  

توضح أبوجبة  أن فكرتها جاءت حينما كانت في زيارة إلى صديقتها في إحدى صالونات التجميل، وسمعت مكالمة هاتفية لزبونة داخل الصالون  يقول لها زوجها " سأرسل لك النقاب لترتديه أثناء خروجك في التاكسي الذي سيوصلك لصالات الفرح". ومنذ ذلك الحين  لمعت الفكرة في عقلها وشاركت صديقاتها أنها ستعمل على التخفيف عن النساء هذا العبء، من خلال فتح مكتب تاكسيات خاص للنساء، وتقول: " لم أتلق التشجيع والدعم من صديقاتي على هذه الفكرة". وتضيف أنها لم تستسلم.


وتشير حينما عرضت الفكرة على عائلتها نالت إعجابهم، وشجعوها لتنفيذها، وبذلك عملت على طباعة بطاقات بعنوان المكتب وأرقام الهاتف للتواصل، كما قامت بتوزيعها على كافة صالونات التجميل، ولم يمر وقت طويل على توزيعها حتى تلقيت أول طلبية للتوصيل. وتقول: " عملت على الإستفادة من السيارة التى قمت بشرائها بمال تركه لي والداي قبل وفاته للعمل كسائقة".

توضح أنها لم تعمل في هذا المجال؛ لمنافسة السائقين الرجال، فهي تتلقى الطلبات من بيتها عبر الإنترنت فقط، وتقوم بإيصال النساء من صالونات التجميل أو من صالات الأفراح إلى بيوتهن أو الأماكن التي تذهب إليها النساء، وترفض نقل أي عائلة برفقة الزوج ومع ذلك لم تسلم من الانتقادات اللاذعة.

وتشجع أبوجبة النساء القادرات على العمل بالإنضمام إليها، وتطمح أن تمتلك فيما بعد مكتب تاكسيات يضم العديد من السيارات تقودها سيدات لنقل النساء إلى مختلف أنحاء قطاع غزة.


"خطاب" أول إمرأة لبيع وصيانة الهواتف الذكية

تعتبر هدى خطاب؛ ٣٥ عاماً، أم لثلاثة أطفال، ومن مواليد مخيم اليرموك في سوريا لأب فلسطيني وأم سورية ، أول إمرأة  في قطاع غزة، تفتح محل لبيع الهواتف الذكية والإكسسورات إضافة إلى صيانتها، ضاربة عرض الحائط بكل الإنتقادات التي تعرضت لها كونها أول سيدة تمتلك وتدير محلاً في مجال لايعمل به إلا الرجال .

وتقول خطاب :" أمكث في قطاع غزة مع والدتي  منذ عام ٢٠١٦، بعد أن تركنا سوريا بسبب الحرب، حيث بقية جزء من عائلتي في سوريا، والبعض الأخر هاجر إلى أوروبا". وتضيف الأمر لم يكن سهلا في بداية الأمل إلا أنه كان يتوجب عليها البحث عن مشروع يناسب قدراتها وخبرتها العلمية، لتتمكن من تحقيق حياة جيدة لأبنائها.

وتردف أنه بعد  جهد من البحث وجدت أن تأسيس مشروع الاتصالات والخدمات الإلكترونية هو الحل الأمثل؛ لكونه بضائع غير قابلة للتلف مع مرور الوقت إضافة إلى أن المنازل في قطاع غزة تستخدم الهواتف الذكية بشكل كبير رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها القطاع.


واجهت خطاب العديد من الصعوبات لتنفيذ مشروعها سواء من غلاء الاسعار إيجار المحلات، والانتقادات المجتمعية التي وجهت لها، وتقول : " تحديت كافة الظروف ولم تؤثرعلي بل زادتني إصراراً لتحقيق النجاح في مشروعي".

تمكنت خطاب من تحقيق ربح نسبي منذ بداية فتحها للمعرض، ولاقت بضاعتها رواجاً بين الناس، وتطمح خطاب إلى أن تمتلك العديد من المعارض الأخرى في مناطق مختلفة في القطاع، وليس في شارع النصر فقط، لتمنح العديد من النساء فرص للعمل وأن يلمع اسمها بين التجار في السوق.
 

"النجار" تتطوع في محطة لبيع الوقود

ومن الغريب أيضاً في قطاع غزة أن تعمل فتاة بمحطة لبيع الوقود، الشابة سلمى النجار؛ 15 عاما، كسرت حاجز العادات والتقاليد وفعلت ذلك، حيث تقف في ساعات الصباح الباكر مرتدية زيها منتظرة قدوم السيارات إلى المحطة "الآغا" لتقوم بتزويدهم بالوقود وسط تباين آراء الزبائن مابين مؤيد ومعارض.


تقول النجار:"منذ طفولتي لدى شغف لتعلم كل ماهو جديد، حرصت على تجربة العديد من الأعمال منها إلقاء الشعر والتعليق الصوتي والتمثيل، وتطوعت في مكتب زوم ميديا للاعلان الذي يتواجد داخل محطة الآغا للوقود فرع السطر الشرقي".

وتبين أنها حينما كانت تعمل في مكتب زوم ميديا للإعلام، كانت تراقب العمال في المحطة
وهم يؤدون عملهم، وقررت التجربة للتطوع في المحطة، وتقول: "كنت خائفة من رفض صاحب المحطة إلا أنه فاجئني وتقبل الفكرة بصدر رحب وشجعني على تجربة العمل" .

وتشير النجار أن الهدف من التطوع في محطة الوقود لتثبت أن المرآة الفلسطينية قادرة على النجاح في شتى المجالات، وأن العمر ليس مقياس للنجاح في العمل إنما القدرات التي يمتلكها الشخص هي المقياس، وتطمح في أن تدرس تخصص الإعلام وأن تصبح إعلامية ناجحة لها مركزها في المجتمع وأن تفتح شركة إعلامية تديرها.

مصدر الصور: الإنترنت
 

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...