محمود عدامة/ القدس
من أهم وأجمل أبواب القدس العتيقة في الجهة الشمالية، ويشكل مدخلا إليها لأبناء القدس مسيحيين ومسلمين، ومعبرا أساسا لكل وافد إلى المسجد الأقصى وكنيسة القيامة. إنه باب العامود، الذي يتكون من قوس ضخمة ترتكز على دعامتين من الحجارة المنحوتة، وبرجين ضخمين على يمين الباب ويساره. والباب من الخشب المصفح بالنحاس، سمي نسبة إلى عامود رخامي نصب زمن الإمبراطور الروماني هدريانوس، وكان يحمل فوقه تمثالا له، موجود قبالة الباب من الداخل في الساحة عند مفترق الطرق بين كنيسة القيامة وسوق خان الزيت.
التاريخ المزيف
وباحتلال العصابات الصهيونية للقدس عام 1967، أجرت سلطات الاحتلال عدة حفريات على مراحل عند باب العامود، فعثروا على الباب القديم تحت الباب الحالي، وربما كانت المفاجأة أنه أصغر بكثير، وأقل فخامة من الباب العثماني الحالي الضخم، كما تم اكتشاف برج الحراسة الروماني، ومعصرة زيتون حجرية، وغيرها من الاكتشافات، تتعلق بمجد القدس في عصور مختلفة، ليس من بينها ما يتعلق بما كانوا يبحثون عنه، ويطلقون عليه التاريخ اليهودي للقدس.
طالبات يعدن أمجادهن
أما اليوم، وعند مدرجات باب العامود، فيمارس المعلمون مهامهم في تعريف الطلاب على الحضارة والإرث العظيم لمدينة القدس، التي يحيط بها خطر التهويد العظيم. في الوقت الذي تجلس فيه الفلاحات الفلسطينيات بأزيائهن التقليدية، يبعن ما تيسر من خضار حواكير منازلهن، ويتعرضن لهجمات شرطة الاحتلال، التي تطاردهن يوميا أمام هذا الباب.