بعدسته البدائية يبدع في الطبيعة

2017-02-13 09:14:20

قمر شريف/ رام الله

مرت من جانبي فراشة بألوان زاهية خلابة، فركضت وراءها لأمسك بها، إلا أنني فشلت، ونظرت في السماء إلى سرب من الطير، ومشيت معه، وفجأة صدمت بأضلاع من شجر النخيل كانت تشبه الخيمة، فخرج منها رجل وهو يصرخ: "يا الله! خربت الصورة"! نظرت إليه باستغراب وسألته: "ماذا تقصد بذلك"؟!

إنه مصور الطبيعة المحترف أحمد عايش، من قرية بيت عور الفوقا،  في كمينه المصنوع هيكل خشبي مغطى بأوراق الأشجار، واضعا أمامه حوضاً صغيرا مليء بالماء لجذب الطيور التي تقترب لتشرب منه يقول عايش: "كنت أمضي الساعات غير آبه بالوقت، وجل اهتمامي ينصب في تلك اللحظة التي ألتقط  فيها جمال طائر الشحرور، أو البلبل، دون أن تتعدى المسافة بيني وبينه المتر ونصف المتر. ولتوزيع الإضاءة وضعت علبة رقائق بطاطس فارغة؛ "برنجلز"؛ لتجميع الضوء على العدسة، فبعض الطيور يقف في الظل، ويصعب استحضار ضوء طبيعي لها، وكانت الساعة في الكثير من الأحيان تأخذ شهرين لالتقاطها". استطاع عايش بإصراره أن يلتقط المئات من صور الطيور والفراشات.

أحمد صاحب الموهبة الشهيرة والفريدة في آن، فطالما سمعنا عن مصورين مهرة في تصوير جوانب عديدة مثل الرياضة، والفن، والسياسة، إلا أنه بعدسته المتواضعه التي ترافقه في كل ركن من فلسطين، يركز على جانب أغفله الكثير، يتمثل في جمال الطبيعة وما تحويه من مناظر خلابة، بما فيها من طيور جميلة، وبعدسته وعينه الفطرية، استطاع أن يبرز للأعين كل ما تحويه الطبيعة من مناظر جميلة.

سنتان من الإبداع حاملا على ظهره كاميراه البدائية، نجح خلالها بتصوير 46 نوعا من الفراش؛ فلقب بأبو الفراشات، وعرف منها: ذيل السنونو، والفراشة الزرقاء، والبيضاء المرقطة، والباشا الكبيرة، وساعده في أنواع الفراش وتدعيم الصور بالمعلومات العلمية أستاذ الجغرافيا في القدس داوود الهالي، وفي عام 2014 فاز بالمركز الثاني في مسابقة تصوير المقرب "المايكرو"؛ عن صورة الفراشات من بين 662 صورة.

بعد هذا النجاح لم تعد كاميراه البسيطة التي حصل عليها من أخته قادرة على تحمل عبء تصوير أدق مناظر الطبيعة، عدا عن الإهمال الذي لقيه من الكثير من الجهات، فترك التصوير تحت وطأة الإحباط والاكتئاب. ولكن الانعطافة في مشواره تمثلت في تبوؤ الدكتور صبري صيدم منصب وزير التربية والتعليم، حين تقدم عايش له بكتاب لدعم موهبته، فاستجاب د. صيدم بدعم هذه الموهبة وإعادة تأهيلها بنقله من العمل كمراسل إلى العمل في التصوير في مركز المناهج، ومنذ خمسة شهور، عاد أحمد إلى أحضان الطبيعة ليلتقط صورا  خاطفة وعفوية ومدروسة في نفس الوقت، وتحمل ثنايا وخبايا جمال طبيعة فلسطين.

يحدثني أحمد عن موهبته الفريدة، وعن اكتشافها، فيقول: "أستاذي في المدرسة هو أول من تنبه لموهبتي، حين التقطت صورة جماعية على هاتفه لي ولزملائي، واعتبروها جميلة، فقال لي الاستاذ: لديك عين فطرية وزاوية جمالية مختلفة. بعد ذلك بدأت تصوير الطبيعة من صغري، وحملت كاميرتي في البرية؛ أجمل الأماكن بالكون".

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...