بين الجهل والعادات تظلم الفلسطينيات

2016-03-20 10:33:28

غدير منصور/ بيالارا

أصبحت تكمل تعليمها المدرسي والجامعي وتتخصص في كافة المجالات، وتنازع الرجل على كل الوظائف ولها الحرية في التنقل والاختلاط والعمل، والسفر واختيار الزوج، فما الذي تريده المرأة بعد، بل إننا أصبحنا بحاجة للمطالبة بحقوق الرجل..

هي اسطوانة بتنا نسمعها كثيرا وفي الحقيقة أن التمييز والعنف ضد المرأة ينبع من هذا الاعتقاد أولا، الذي يعتبر تلك الحقوق منحة يجب على المرأة أن تقفز فرحاً لأنها حصلت عليها، ولمن لا يعلم لا شكر ولا منة في الحق، وربما تلك النظرة سببها العنف التاريخي ضد المرأة حيث كانت تباع وتشترى، وتوأد حية  فتوهم البعض أن عمل وتعليم المرأة أقصى الانجازات التي حققتها، والحقيقة إن المرأة لا زالت تصعد على سلم حقوقها وتواجه عقبات عدة أولها العادات والتقاليد، التي تورث المفاهيم السلبية بل وتلبس سيطرة الرجل على المرأة لباس النخوة والكرامة والرجولة وغيرها من المصطلحات، التي تشعر المرأة  بأنها طرف ضعيف ومنحل يستوجب إحكام السيطرة.

 وتؤكد على تلك التقاليد المسلسلات والأفلام العربية التي تجذر بعض المفاهيم السلبية في التعامل مع المرأة، مثال ذلك مسلسلات البيئة الشامية وكذلك المسلسلات التي تعكس واقع الصعيد المصري، والتي حصدت نجاح ومتابعات ضخمة، والمثير لسخرية أن تسمع البعض يطالبون نساء اليوم بالاقتداء بنساء "باب الحارة" كأن تقول المرأة لزوجها "أمرك ابن عمي، مثل ما بدك، ما في كلمة من بعد كلمتك" فتلغي نفسها وتتحول إلى ماكينة تستجيب وتحيط الرجل بهالة تقديس تشعره بالتفوق، وما يفوق تأثير السينما والتلفزيون أضعافا، هو جهل المرأة  بحقوقها، فتراها فخورة بسلطة وتحكم الرجل  الأمر الذي يجعلها خاضعة عن قناعة دون أن تلاحظ أن ما يمارس عليها ظلم وسطوة .

ومن المؤسف أننا أصبحنا وليس منذ زمن بعيد عندما نذكر العنف ضد المرأة في فلسطين،  نستحضر جرائم قتل عديدة هزت المجتمع الفلسطيني في إطار ما يسمى "قتل على خلفية الشرف "حيث  تشير الإحصاءات إلى استمرار مسلسل قتل النساء في فلسطين بشكل ملحوظ، لا سيما في الأعوام الأخيرة؛ فمن 5 حالات شهدها العام 2004، إلى 13 حالة في العام 2012؛ وضعفها (26 حالة) في العام 2013؛ ويفسر بعض المهتمون بأن ذلك يعود إلى عدم كفاية  المرسوم الرئاسي (حول تعديل قانون العقوبات)؛ فهو بمثابة تغيير على صعيد التوجهات، وليس على صعيد التطبيق الفعلي؛ لأنه يركز  مع مواد  قانونية دون غيرها.

وهذا دليل على أن حجة القتل على خلفية الشرف وفرت أرضية خصبة، ساهمت في نمو الجرائم وتكرارها، بل أصبح الشرف حجة ظالمة لضحية و منصفة للمجرم، الذي يختزل  مفهوم الشرف فقط في جسد المرأة، فيقرر ببساطة إنهاء حياة  المرأة لمجرد الشك أحيانا، وهو بذلك لا يظلمها  فقط بل يخالف تعاليم الدين الذي يوجب أربعة شهود لإثبات حادثة مساس بالشرف، وهذا دليل على  تغليب  العادات على الدين وأن كلام الناس أشد حدة من عقاب الهي بالنسبة للبعض، وربما تكمن المشكلة في المجتمع نفسه الذي لا يرحم فتشويه السمعة وصمة عار تلاحق الفرد طول حياته وإن حج بيت الله الحرام عشرات المرات فلا يتعذر عليك أن تسمع البعض يقولون فلان حج لأنه اقترف ذنباً ما.

ولكي لا يكون الحديث عن إنصاف المرأة ومناهضة العنف ضدها مجرد شعار على لافتات، أو في ورشات عمل المنظمات الحقوقية والمؤسسات النسوية لا بد لنا من أن نتجاوز التفاعل الآني الذي يترجم كردة فعل على جريمة ما تضج بها وسائل الإعلام، ويكون هناك حراك فعلي مستمر يحقق تغيير سواء من الناحية القانونية، أو من ناحية نشر الوعي لدى النساء بطريقة أكثر فاعلية، من خلال الالتصاق بواقع النساء المهمشات لإخراجهن من دائرة الاستضعاف ليصبحن اقدر على مقاومة الظلم الواقع عليهن، فلا بد من مساعدة المرأة  لتتمرد  على تفكيرها ووعيها التبعي النمطي الموروث أولاً، ليتوفر لها الأساس الذي تبني عليه كل حقوقها .

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...