تحديات المرأة المطلقه في تربية أبنائها

2016-03-20 10:46:50

دعاء شوامرة/ رام الله

تعددت الأسباب والنتيجه واحدة؛ ألا وهي الطلاق، عندما يأتي كحل أخير للنزاعات الزوجية، وما ينتج عنه من عنف واضطهاد وانتهاك لحقوق المرأةوحريتها، لتجد نفسها تندرج تحت مسمى "مطلقة"، أمام مجتمع ذي ثقافة مشبعة بالنظرة الدونية لها؛ كونها امرأة أولا، ومطلقة ثانيا،فتقف وحيدة في مواجهة شبح الطلاق، وما خلف وراءه من تحديات وهزائم وشرخ في الحياة ككل، لتعود محملة بكل ذلك إلى بيت أهلها مطلقة، إن لم تستطع أن تستقل في بيت خاص بها، لتواجه سلسله متواصله من الانتقادات والأوامر والقيود، وما هو مسموح لها، وما هو محرم عليها، بداية من الأهل، ونهاية بعادات المجتمع وتقاليده وأعرافه البالية، التي تقيدها بالمطلق، وما عليها سوى الالتزام بها وتنفيذها وتطبيقها بحرفية تامة. وما بين هذا وذاك تقف أمام التحدي الأكبر والأصعب على الإطلاق؛ ألا وهو تربيه الأبناء، حيث عليها أن تتعلم كيف تكونامرأة مسؤولة ومستقلة، إن سمح لها المجتمع بذلك، قادرة على تربيه أولادها في غياب الرجل. ورغم ما تعيشه من ضغوطات نفسية، إلا أنها تبدأ في مواجهة ذلك، وتبذل قصارى جهدها لسد الفجوة التي سببها الطلاق في نفوس أولادها. وفي الوقت الذي تكون هي فيه بأمس الحاجة لمن يدعمها معنويا ونفسيا، ويأخذ بيدها، عليها أن تنسى نفسها، وتقوم بهذا الدور تجاه أبنائها، محاولة قدر الإمكان تخفيف وقع الطلاق عليهم، والأخذ بيدهم لينشأوا نشأة سليمة، ويكونوا أشخاصا سويين أصحاء نفسيا، قادرين على الحصول على مكانة جيدة في المجتمع، ويؤثروا فيه.

هذا علاوة على أن عليها أن تتحمل مسؤولية نفقتهم ومصاريفهم، من مأكل وملبس ومسكن، والنفقات المادية، في ظل ما تحكم به المحاكم الشرعيه من نفقة تكاد لا تغطي جزءا بسيطا من هذه النفقات،إذا التزم الأب بدفعها.  وبذلك تصبح المرأةهي الأم  والأب والمعلم والمربي والطبيب النفسي ورب البيت، وما إلى ذلك من قائمة طويلة من الواجبات والمسؤوليات التي لا تنتهي.

ورغم ذلك، هناك العديد من النساء اللواتي تمردن على المجتمع، وخرجن عن السرب، واستقللن بحياتهن الخاصة مع أولادهن. ولكن ذلك لايعنيأنهن نجحن تماما، ولا يمكن القول إنهن اخفقن؛ فلا يزلن يثابرن على حساب حياتهن الخاصة،ولازلن يحاولن الوصول بكل ما أوتين من قوة.وذلك لا ينفي حقيقة أن بعض السيدات قدنجحن في ذلك تماما وإن كن قلة.

وهنا لا يسعني سوى القول إن معظم السيدات المطلقات يعانين من المشكله ذاتها في مواجهة المجتمع وتربية أولادهن. وقليل منهن استطعن تخطي هذه الأزمة والنهوض بأولادهن من جديد،فهن إن استطعن تخطي الأزمة النفسيةوالمادية مع أولادهن، ونجحن في كسب تأييد الأهل لهن، يبقين أسيرات لمجتمع لا يرحم. وهذا ما كان يحول بين الكثير منهنوبين نجاحهن كأمهات مطلقات،إضافة إلى جهل معظم السيدات بكيفية العيش باستقلالية وتحمل المسؤولية، وهذا يعزى إلى نقص المؤسسات التي تعنى بالمرأة المطلقة وأولادها أولا، وغياب دعم الأهل وتأييدهم ثانيا.

 

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...