حرب مستعرة ومخلصها أنت عزيزي!

2017-12-05 12:16:31

علاء ريماوي-رام الله

الاعتقاد الفكري بأن العالم يجري نحو الخلاص والسلام في طور المحطات التاريخية المختلفة من وجهة نظري هو اعتقاد كاذب، ويكشف زيف المرحلة التي نعيشها اليوم مع بشاعة ما وصل إليه الإنسان من وحشية ودمار، فبات الأمان مسمىً غريبا طي النسيان مع المحاولات المستمرة لخلقه، تلك الأحداث التي نراها على أرض الواقع من تفجيرات يسمونها بـ"الإرهابية" هي بفعل أولئك الذين تنطق أفواههم بالسلام، ولعل الكذبة أصبحت معلنة، لكن ما يثير التعجب أن كل من على وجه الأرض إلا من رحم ربي ينافق تحت غطاء السلام.

الأحداث ترسم الصورة

تفجيرات مسجد الروضة ومسجد رابعة من قبله في جمهورية مصر، جاءت إبان فترة الحديث عن تحولات استراتيجية في الحركة الإسلامية حماس التي تحكم قطاع غزة والمصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس والاستعداد الجاد الذي أظهرته حماس لإتمامها، وكون المصالحة برعاية مصرية وحركة حماس تتبع للإخوان المسلمين ضمنيا، لابد وأن نشير إلى التغيرات التي حدثت في مصر بعد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي وحكم العسكر الذى أدى لاضطراب الوضع فيها، ولا بد من توجيه الأنظار إلى العلاقة المصرية الإسرائيلية لكي نفهم حجم التخريب الواقع في منطقة سيناء، فأي الأطراف هي  الملامة؟!،  لعلها واضحة وضوح الشمس، ولكن نعود لمقولة نفاق السلام المغطى بعلاقات دبلوماسية تظهر حسن النوايا، وفي الوقت ذاته حقد القلوب الدفين الذي يظهر في كل حدث تمر به المنطقة وهذا ما يلاحظه من يتطلع على سريان القضايا الاستراتيجية والإقليمية في الفترة الأخيرة.

لم تكن التغيرات التي حدثت في المنطقة الخليجية مفاجئة، فإقصاء قطر من الدول الخليجية لمجرد وقوفها السياسي والاقتصادي مع إيران وتركيا وتمويلها المستمر لحركة الإخوان المسلمين، وعزل عدد من الأمراء والوزراء في السعودية بتهمة الفساد، وانتقال السلطة من الأمير سلمان بن عبد العزيز لابنه محمد بن سلمان، واستقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري التي أعلنها من داخل المملكة السعودية وأخيرا الحديث عن صفقة القرن التي يسعى ترامب لتحقيقها، كل هذه الأحداث لم تأت صدفة، فهي خطة عربية أمريكية لتكون هذه المرحلة هي الفاصلة للعلاقات الخارجية والداخلية  لكل الدول دون استثناء، ولاسيما مع تدهور الأوضاع السياسية في كل بقاع الأرض، دول سمعنا بها وأخرى لم نسمع بها قط، وهذا يشير إلى أن العالم يخوض حربا عالمية ثالثة مقننة بصورة غير واضحة، تظهر أن ما يجري هو محاولة لخلق سلام عالمي، وفي حقيقة الأمر ما هو إلا مجرد صراع بين كبرى الدول، والمتضرر من يصمت عن قول الحق، وهناك من يعي ما يحدث ولكن الغلبة للأقوى ولعل النفاق وحاشيته يلتصق كعادته بالتيار الأقوى.

حرب سجاها السلام

إذاً هي حرب عالمية ثالثة فيها قطبين متنازعين يعانيان من مرض السلطة، وإدمان التملك والقيادة، "روسيا، تركيا، إيران وقطر مقابل أمريكا، بريطانيا، فرنسا وإسرائيل"... وقد تتعجبون من عدم ذكر بعض الدول التي تتأثر بفعل هذا النزاع، فهي أداة تستغلها الدول الكبرى للسيطرة على المحور الآخر، السعودية ومن يقف بجانبها من الدول العربية هي اليد اليمنى لأمريكا في هذه الحرب، وسوريا واليمن هي اليد اليسرى لإيران وروسيا، وهذا يدفعنا لاستخلاص النتيجة التي ترمي إلى أن الساحة العربية هي ساحة المعركة، لتكن الدول العربية دمى تحركها الدول الكبرى، ورغم كل التجارب التي خاضها العرب والمسلمون من تحالفات سياسية باءت معظمها بالفشل كونهم الحلقة الأضعف المستغلة في كل مرحلة، لم يضيفوا لقاموسهم درس الاستفادة من التجارب السابقة وإنما زادوا تلهفا للترف والبغاء الذي جعل من الحضارة التي انتشرت في أرجاء العالم وتركت أثرا في كل بقعة وطئت فيها آخر قدم عربية مسلمة؛ حضارة متهالكة لا يعنيها سوى المال ليضعه حكامها في جيوبهم، وتبقى الشعوب تلعق الصبر لكي تحيا، وما يثير السخرية؛ الصمت المدقع الذي يعتري كل عربي ما زال يرى الخذلان والنفاق حلا مرضيا.

أنت المخلص...

ويتردد في ذهني أحيانا مقطع من قصيدة لا أتذكر قائلها، "فمن للأمة الغرقى إذا كنا الغارقين" نعم من سينتشل هذه الأمة من مستنقع الفساد والاستغلال المنهك لأنفسهم وعقولهم وأجسادهم على حد سواء.

في كل مرة أود الكتابة فيها، يجرني قلمي للكتابة عن الحال العام، لا أريد التعمق وإنما أريد أن أناقش كل هذه التناقضات التي نعيشها، والأدهى أننا نعيها جيدا لكن الفعل بات محاصرا، وقد يقول البعض أننا سئمنا مثل هذه الترهات التي يتحدث عنها الجميع لكن لا تغيير واضح وجذري على البشر وتصرفاتهم، أيها القارئ العزيز لا تغمض عينك بعد قراءة هذا المقال، فكر وحاول لتكن بصمتك حاضرة في هذا الزمن، انظر لنفسك وغير الخطأ الذي تراه، لتحدث تغييرا في البيئة التي تحيطك، تسلح بالأخلاق، فالمقولة تقول" صلاح أمرك للأخلاق مرجعه، فقوم النفس بالأخلاق تستقم"، إن لم يكن لكل واحد فينا تغييرا إيجابيا فسلام على الدنيا وسلام على السلام نفسه.

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...