حفلات الزفاف بين صعيد مصر ودلتا النيل

2016-04-25 17:36:21

خالد علي - مصر / وقمر شريف - فلسطين

لمراسم الزواج عادات وتقاليد من نوع خاص، تحمل في ثناياها ألوانا بديعة، يتاح من خلالها لكل شخص أن يطلق العنان لعواطفه، فيغني ويرقص ويتحرر من رتابة الحياة اليومية القاسية. وللعرس فى مصر طقوس خاصة ترسخت منذ قديم الأزل، ورثتها عن الأجداد من عادات وتقاليد، وتختلف ألوانها من إقليم لآخر داخل القطر المصري.

وفي صعيد مصر، للزواج طقوس خاصة؛ فالبنت غالبا ما "تحجز" منذ صغرها لابن عمها، وإذا لم يكن المتقدم من الأقارب فنادرا ما تتم الموافقة، وإذا وافق الأهل على قبول الزوج مبدئيا يتم عمل جلسة تشاور بين أهل الزوجين للاتفاق على المسائل الخاصة بإتمام العقد، تسمى "قعدة الرجالة"، تتناول المهر الذي يتميز بالمغالاة  في كميات الذهب، وفي العادة لا يحضر العريس هذه القعدة،  لتجنيبه ما يمكن أن يثارمن خلاف بين أهله وأهل عروسه.

وتبدأ مراسم الزفاف، الذي قد يستمر أربعين يوما، ولا يقل عن أسبوع في منزل والد العريس، وفيه تتجمع البنات والنساء والصبية دون العاشرة، يغنين ويرقصن، وربما تشاركهن العروس الرقص والغناء، ولا يجتمع شباب العائلة احتفالا بزواج الفتاة، لأن ذلك يعد عيبا فى عرف الجماعة الشعبية، ويقتصر الأمر على الزفة فقط.

وفي الوقت ذاته يجتمع الشباب أمام بيت العريس، عقب صلاة العشاء من كل ليلة، ويرقصون ويغنون زفة العرب المشهورة، وقد تتطوع واحدة من النساء أو البنات لتحميسهم بالرقص على إيقاع أكفهم المتحمسة، وحينما تشارك المرأة بالرقص لا يظهر منها سوى كفها وقدميها، أما البنات الصغيرات فتلك فرصتهن لاستعراض مرونة أجسادهن على أغنيات:

يا ولد عمي .. يا بوووي

يا اسماعيل لا الوقت يفوت

ده احنا من غير مصر نموت

يا ولد عمي .. يا بوووي

 وفي الأيام الأخيرة التى تسبق العرس، يخصص أحد الأناشيد التراثية الخاصة بأهل الصعيد، ويوم آخر للأناشيد الدينية وأشهرها على الإطلاق فرقة المنشد ياسين التهامي، ويتم فى هذا اليوم تقديم المأكولات الشعبية للحضور. وفي يوم العرس غالبا ما يكون لقراءة القرآن وجود.

ثم  يتوجه العريس بصحبة أهله وأصدقائه إلى بيت العروس، وهم يحتفلون بالغناء والرقص، وربما بإطلاق الأعيرة النارية الكثيفة، ليصطحب عروسه إلى عش الزوجية.

عرس دلتا النيل

في قرى الريف المصري، وفي دلتا النيل، تبدأ طقوس الزواج عادة قبل ليلة الزفاف ببضعة أيام، حيث تتم دعوة الأهل والجيران لمشاهدة أثاث عش الزوجية، الذي يسمى "الجهاز"، عند نقله في عربات مكشوفة من منزل أهل العروس إلى منزل العريس. ويسـير "موكب التفاخر" ببطء شديد، يحيط به عشرات الرجال والنساء والأطفال، حيث تنطلق الزغاريد والأهازيج الخاصة بهذه المناسبة:

افرحي يادي الأوضة

جاتلك عروسة موضة

افرحى يادي الشقة

جاتلك عروسة رقة

بعد ذلك يبدأ العروسان بتجهيز نفسيهما ليوم الزفاف؛ فتأتي "الماشطة" لتضع الحناء على كفـي العــروس وقدميها قبل يومــين مــن موعــد الزفاف، الذي يكون عادة يوم الخميس، ويتم ذلك في احتفال يقوم العريس في نهايته بتقديم هدية الزواج؛ "الشبكة"، إلى العروس، وتتضمن خاتم الزواج، وغيرها من الذهب والحلي.

وفي اليوم التالي ينتقل الاحتفال إلى بيت العريس، ويستبدل الحلاق بالماشطة، ليتولى وضع الحناء على كف العريس وأصدقائه، كما يتولى أيضا جمــع الهــدايا والنقــوط من جموع المهنئين؛ ليسلمها بعد ذلك إلى العريس أو أحد أقاربه، مرفقا معها كشفا بأسماء الذين قاموا بتنقيطه، ومن يثبت أنه لم يدفع، يرسل إليه أهل العريس بطبق من الكعك إلى بيته، ولا بد أن يعود إليهم وقد توسطه "النقوط"، فهي بمثابة دين على كل واحد قضاؤه في المناسبة، وهو نوع من التكافل الاجتماعي.

وبعد عقد القران، يأتي ذلك الحدث المحوري؛ أي الزفاف، ثم "الزفة"، حيث يطوف العروسان شوارع القرية متجهين بعدها إلى "عش الزوجية". وتبدأ سيدات الأسرة بنثر حفنات من الملح لطرد الأرواح الشريرة، واتقاء الحسد، وما إن يدخل العروسان إلى بيتهما الجديد حتى تنطلق أهزوجة نسائية متوارثة، تقول كلماتها:

رشوا الشارع ميه

دي عروستنا الغالية جاية

رشوا الشارع ورد وفل

دي عروستنا الغالية

غطت على الكل

 

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...