دنيس حسنين/ غزة
خلقت حواء بتركيبة متفردة، وبشيفرات لم يستطع أحد فكها، وهي بنظر كثيرين مزيج من التناقضات التي يصعب فهمها حتى بالنسبة لها شخصيا، إلا أننا كفتيات نتشارك العديد من الصفات رغم اختلافاتنا الشكلية، والنفسية، والثقافية، والمجتمعية والدينية وغيرها.
نبدأ رحلتنا في كوكب الزهرة حيث الأحاسيس المتضاربة، أحيانا نشعر بالسعادة ثم بعدها بدقائق نود صفع أحدهم، ولا نطيق رؤية حتى المقربين والأحبة، وإن كنا بشخصية اجتماعية، مرنة، وعملية، ففي عالم المرأة غالبا لا يوجد نهج محدد للمشاعر، ليس لأسباب مزاجية بحتة بل لأسباب خارجة عن إرادتها أحيانا، ومن هنا ينبغي فهم المرأة وعدم التسرع في إعطاء الأحكام المسبقة ضدها، أو نعتها بكلمات قاسية كمعقدة نفسيا، وحادة الطباع، و"نكدية"، فما سبق قد يكون مسببه ببساطة " الهرمونات".
تعرف الهرمونات بأنها مواد كيميائية معقدة تفرزها خلايا خاصة بكميات ضئيلة جدا حسب حاجة الجسم إليها ، كإفراز الهرمونات عند الخوف والغضب، وللهرمونات دور في العمليات الحيوية التي يقوم بها أي كائن حي، إلا أن نسبة تأثر النساء بها اكتر، ونقصها يؤدي إلى حالة مرضية وربما الموت.
نعم عزيزاتي، نحن عبارة عن مختبر كيميائي متحرك، وعناصرنا الكيميائية تتحكم بنا دائما، حتى وإن وصلت حواء إلى حد الفهم العميق لموضوع الهرمونات والتحكم بالذات وممارسة اليوغا فسيبقى هناك جزء يصعب السيطرة عليه ويحتاج إلى تدخل ما.
لا داعي للاستغراب ان رأيتم فتاة تضحك حد البكاء! ثم تبدأ بالبكاء حد الضحك! أو ثانية تبدأ بالحديث مع احدهم وفجأة تريد أن تغادر المكان، وثالثة صامتة تثور في أية لحظة، ورابعة شبه متبلدة وباردة لا تتأثر بالمشاعر مطلقا لكنها تبكي لأتفه الأسباب.
وحتى يكون للحديث عن الهرمونات هدف دعننا نساعد بعضنا باسم تاء التأنيث ونون النسوة، من خلال الانتباه للحالة الصحية ومراجعة الطبيب وتناول الأغذية المناسبة، ونشر الثقافة والوعي حول الهرمونات حتى لا تكن محركا للمشاكل والخصام وسوء الفهم، أو سبب للعديد من المشاكل الصحية.