حلاق فلسطيني يمارس مهنته فوق الانقاض

2021-06-02 10:08:07

 

سها سكر/غزة

كالعنقاء، تخرج غزة بعد كل حرب من تحت الأنقاض والدمار، بسواعد رجالها تُبنى، ومن أرحام نسائها يولد الشهداء، وتنتعش الحياة في غزة رويدا رويدا، فغزة لا تعرف الاستسلام.

ولأنهم أبناء غزة هاشم، قرر الحلاق هاشم الجاروشة، 33 عاما، أن يتحدى الاحتلال وأن يستمر في مهنته على أنقاض ركام صالون الحلاقة الخاص به، والذي دمره الاحتلال بعد قصفه لبناية سكنية يقع بها.

"هذا المكان غالٍ على قلبي، أول مشروع افتتحه بعدما تعلمت الحلاقة، أعمل به منذ 11عاما" يقول الجاروشة في حديثه لمجلة علي صوتك، مشيرا إلى أن هذا الصالون مصدر رزقه هو وثلاثة من زملائه الذين يعملون به سويا.

ويضيف الجاروشة بكلمات ممزوجة بالدموع، أن الاحتلال الإسرائيلي دمر مصدر رزقه بكل بساطة ودمر معه حُلمه، مؤكدا إصراره على الاستمرار في مهنته، قائلاً : " ها أنا اليوم افتتحه من جديد على الركام بالرغم من كل الصعاب لأقول للاحتلال بأننا شعب الجبارين، كما قال الراحل أبو عمار".

 

لم يتبق من صالون حلاقة الجاروشة سوى يافطة صغيرة ممزقة تحمل اسم الصالون، ورغم ذلك، نهض الجاروشة مجددا فور إعلان وقف إطلاق النار، ووضع مرآة وكرسيا على أنقاض المبنى المدمر شمال القطاع، وأمسك بيديه أدوات الحلاقة المتبقية، وعاد مرة أخرى ليمارس مهنته التي يحب.

ويؤكد الجاروشة أن دعم زبائنه له دفعه لإعادة فتح الصالون والبدء مجددا، مشيرا إلى أن هذا الصالون كان كل شيء بالنسبة له، وكل مستقبله.

"أدعو كل من فقد محله في الاستهداف الإسرائيلي للمباني المدنية، أن يعود مجددا، وأن يعمره من جديد لنثبت للاحتلال بأننا الأقوى، والأقدر على النهوض من تحت الركام"، يتابع الجاروشة.

ويواصل الجاروشة استقبال زبائنه على أنقاض محله الذي دمرته طائرات الاحتلال، متمنيا أن يعيد بناء صالونه في أقرب وقت، ليتمكن من إعالة عائلته وعائلات العمال الذين يعملون معه.

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...