صحفيون يفقدون ضوء أعينهم لقاء نقل الحقيقة

2020-01-14 08:26:38

هبة نعيم نبهان/غزة

تعتبر الصحافة مهنة المتاعب في شتى الدول، ولكن في الدول ذات الأحداث الساخنة والمتتالية كفلسطين يعد الأمر مختلفا، خاصة وأن الصحفي الفلسطيني أصبح يعلم بأنه يضع كفنه إلى جانب قلمه وعدسة كاميرته؛ فالاحتلال يستهدف الصحفيين بإصابات مباشرة تؤدي لاستشهادهم أو تصيبهم بجروح بالغة تسبب لهم إعاقات تمنعهم من مواصلة عملهم في محاولة لحجب نقلهم للحقيقة.

حقوق تنتهك

الصحفي سامى مصران، لم يتوان عن نقل الحقيقة رغم الإصابات المتكررة التي تعرض لها، إلا أن إصابته الأخيرة تسببت بفقدان عينه اليسرى وأثرت على حياته الاجتماعية والمهنية، يقول مصران:"كانت إصابتي من القناص "الإسرائيلي" متعمدة  أثناء تصويري لأحداث مسيرات العودة وسط حشد من الناس ولم أكن بالقرب من السياج"، ويضيف: "وصلتني رسائل تهديد بالقتل عبر هاتفي النقال من الجيش "الإسرائيلي"، ونشرت المجلات والصحف العبرية خبر إصابتي".

ويؤكد مصران الذي لم تنقص قناصة الاحتلال من عزيمته شيئا؛ على ضرورة الاستمرار في نقل الحقيقة وفضح جرائم الإحتلال وتوثيقها، ومواصلة السير على درب الزملاء الصحفيين الذين استشهدوا ومن فقدوا أقدامهم وأيديهم وأعينهم لكشف جرائم الإحتلال.

أما الصحفي أحمد اللوح الذي أصيب مباشرة في عينه أثناء تغطيته لأحداث عدوان 2014، فيقول: "لم أستطع ممارسة عملي الصحفي بعد فقدان عيني إذ تم استئصالها بعد تلفها بشكل كامل، وتم تحويلي لإجراء عملية بالخارج ولكنها باءت بالفشل، ولا يزال علاجي مستمرا".

ويشير أحمد إلى أنه سيعود لممارسة عمله بعين واحدة بعد إجراء عملية تجميلية لتحسين مظهر عينه المفقودة، ويقول: "الاحتلال لن يستطيع أن يطمس كلمة الحق، وكاميراتنا لن تتوقف عن التوثيق وصوتنا لن ينقطع وقلمنا لن يجف".

النقابة تستنكر وتطالب

واستنكر تحسين الأسطل؛ نائب نقيب الصحفيين في غزة، الإنتهاكات بحق الزملاء والصحفيين الفلسطينيين، وإصابتهم  المتعمدة في العين أثناء تغطية الأحداث، والتي كان آخرها اصابة معاذ العمارنة في عينه اليسرى بعيار مطاطي، أثناء تغطيته للمواجهات التي اندلعت؛ للإحتجاج على مصادرة الأراضي الفلسطينية من قبل الإحتلال، في قرية "صوريف" في مدينة الخليل.

وبين الأسطل أن النقابة رصدت 600 انتهاك "إسرائيلي" بحق الصحفيين والمصورين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس خلال ممارسة عملهم الصحفي خلال عام  2019، ويقول: "هناك  60 من الصحفيين تعتبر إصاباتهم إصابة بالغة الخطورة، ومازال البعض يعاني منها حتى اللحظة ويتلقى العلاج".

وطالب الأسطل النقابة وكافة المؤسسات الدولية بالتحرك وأن يأخذوا دورهم الحقيقي في وقف جرائم الإحتلال ضد الصحفيين وخاصة الإتحاد الدولي للصحفيين الذي بإمكانه اتخاذ خطوات مهمة وسريعة ضد هذه الجرائم. وحسب الأسطل: "يجب أن يتم التعامل مع الاحتلال الإسرائيلي على أنه إحتلال معاد لحرية الصحافة ويسعى لطمس الحقيقة بشتى الوسائل الممكنة".

- الصورة من الإنترنت

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...