فيلم أبيض وأسود.. لنعد الروح للرياضة النسائية

2016-06-01 15:04:34

نرمين حبوش/ غزة

من قال لا أقدر، قلت له حاول. ومن قال له لا أعرف، قلت له تعلم. ومن قال مستحيل، قلت له جرب. ولدت رنا مطر في غزة عام 1991 درست في جامعة الأقصى، في تخصص الصحافة المكتوبة.

تقول مطر: "شعرت أن تخصصي لا يوصل رسالتي للعالم، فحملني الفضول لاقتحام مجال الإخراج عن كثب، والتعرف عليه، وإلى أين وصلنا في فنونه".

الحكاية من البداية

بعد أن التحقت رنا بالجامعة، اختارتها مؤسسة شاشات، وهي الوحيدة التي تعمل في مجال سينما المرأة في الوطن، لتشارك في مشروع "أنا امرأة من فلسطين"، فكان فيلم "لوحة" باكورة إخراجها، وهو يروي قصة فنانة تشكيلية.

وتعتبره رنا تجربة تدريبية لها، حيث تقول: "من التجربة نتعلم، وقد بدأت صعود السلم بالتدريج، انطلاقا من القراءة والاطلاع والمناقشة، ثم اهتممت بمطالعة الكتب الرياضية التي تعنى برياضة المرأة وإنجازاتها، فاستقيت فكرة فيلم أبيض وأسود". ويسرد الفيلم واقع المرأة الفلسطينية الرياضية منذ النكبة وتمثيل فلسطين في الخارج، وإبراز الهوية الوطنية، ونقل رسالة الوطن للعالم.

ثم تنتقل مطر إلى شرح واقع الرياضة في ظل النكسة، حيث توقفت الأنشطة الرياضية، ومنعت فلسطين من المشاركات الرياضية النسائية في الخارج. لتصل إلى الواقع الحالي؛ الذي ازداد وضع الرياضة النسوية فيه سوءا؛ فنوادي غزة تهمش دور الرياضة النسوية، حتى إن المرأة لا تتواجد في النوادي؛ بسبب العادات والتقاليد، ومنع سلطات الاحتلال سفر الرياضيات للمشاركات الإقليمية والعالمية.

سيناريو الفيلم

تقول مطر: "يناقش الفيلم قضية تغييب المرأة رياضيا". وتوضح أن أحداث الفيلم بدأت بمكالمة هاتفية مع السيدة حاتمة أبو سلطان؛ من أوائل اللاعبات في فلسطين، والتي رفضت أن تشارك في الفيلم، ولكنها في النهاية اقتنعت بتسجيل صوتها فقط.

وتتحدث أبو سلطان عن الرياضة النسائية، والمشاركات، والنجاحات والإنجازات التي حققتها المرأة الرياضية في الماضي، وتقارنها بالوضع الحالي الذي يشهد جمودا رياضيا أدى إلى اختفاء المرأة من الساحة الرياضية الغزية تقريبا.

ثم يظهر الأستاذ سالم الشرفا؛ صاحب الدور الكبير في تأسيس الرياضة النسائية، ليتحدث عن العقبات التي أدت إلى توقفها بسبب النكسة عام 1967.

وتتنقل الكاميرا إلى اللاعبة شيرين الملاحي؛ التي بدأ مشوارها الرياضي في تسعينات القرن الماضي، لتتحدث عن مشاركاتها، وتعرج على نظرة المجتمع إليها، وما واجهته من صعوبات ومشاكل على صعيد الأهل والمجتمع، خاصة بعد أن تزوجت، حيث تقتصر مساهمتها الرياضية حاليا على تدريب فريق في المدرسة.

وتتناول اعتراض الأهالي على بعض التمارين الرياضية، والزي الرياضي، وتقول: "نحن في مجتمع محافظ بدرجة لا يسمح للفتاة أن ترتدي زيا رياضيا داخل المدرسة". وتقول مطر: "كان للمرأة دور فاعل في الرياضة منذ عام 1952، حيث شاركت في  الأردن خلال أول دورة رياضية عربية"، وتتساءل: "أين السجل التاريخي الذي يحفظ هذه اللحظات"؟ وتعقب بحزن: "كانت مجرد صور ولم أجد وثائق أو تسجيلات". أما الصور التي ظهرت في فيلمها، ويعود أقدمها إلى56 سنة، فقد حصلت عليها بعد تعب  شديد، قادها إلى لاعب قديم، هو الأستاذ يوسف الحشوة".

ولأنه لا شيء مستحيل أمام الإصرار، فإن مطر تعتبر وجود مخرجات في مجتمعنا من التحديات الكبيرة التي واجهتها، حيث تقول: "المجتمع يرفض وجود الفتيات في الميدان، يعطين التعليمات والإرشادات لطاقم العمل". وتضيف: "كاد الفيلم يفشل بسبب رفض الشخصيات الظهور فيه خوفا من المجتمع".

ولأن النقد الذاتي صعب؛ لأن صاحبه يقوم بدور الحجر والنحات في آن واحد، تقول مطر: "تعرضت لنقد من الآخرين، مفاده أن الفيلم يحكي عن المرأة الرياضية، ولكن سالم الشرفا هو شخصيته الرئيسة، حيث يناقش رجل واقع المرأة، وهذا أمر لا يصح". وتبرر ذلك بأن الشرفا كان مسؤولا آنذاك عن وجود المرأة الفلسطينية في المعلب الرياضي، على عكس الحاضر، الذي غاب عنه تشجيع المرأة وتأييد ممارستها للرياضة.

أبيض وأسود

وعن سبب اختيارها لعنوان الفيلم تقول مطر: "هذا العنوان يعني أن القديم يحمل جانبا مشرقا من الحب والعفوية في التفكير والتعامل، على عكس الحاضر". وتتمنى على الناس أن يغضوا عن الجانب المظلم في الحياة، وأن ينظروا إلى اللون الأبيض. وتحمل نهاية الفيلم الأمل في النجاح والتغيير نحو الأفضل، حيث تقول مطر: "أنهيت الفيلم بالخط الدرامي للمكالمة الهاتفية مع الأستاذة حاتمة أبو سلطان، بسؤالها إن كانت تتمني أن يرجع الزمن للخلف؟ فأجابت: "نعم أتمنى ذلك؛ لأشارك وأنجح، ولكن على ألا أكون وحدي".

 

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...