كتابُن مبادرة تتيح لك القراءة على أنغام الموسيقى ورائحة القهوة

2018-07-22 18:40:49

غيداء حموده/ رام الله،

طالبة طٍب في سنتها الدراسية الثالثة تكملُ تخصص طب الأطفال في مسشفى هداسا في القدس، تخرجت من كلية الطب في الجامعة الأردنية، عن سما البرغوثي أحدثكم، إبنة ال27 عامًا، رأت أن في التعامل مع الأطفال راحة وإنسانية قلما تجدها في مكاٍن آخر، وبالإطلاع على ما تكتب أو تنشر عبر "السوشال ميديا" نجد أن لصور الأطفال نصيب الأسد، وعليه؛ ليس من المستغرب أن تختار طب الأطفال.

  حبها وشففها للقراءة لم يأت من فراغ؛ فهي قارئة  نهمة منذ نعومة أظافرها، جاب عقلها الكثير من الكُتب، تارًة تجدها تقرأ التاريخ تصول جولات المعارك فيه، وتارًة أخرى تسرد قصص الأدب، وتتذوق الشعر، وتحلق بعيدًا فيه ما بين شطٍر وآخر.

لاحظت سما أثناء فترة التخصص في طب الأطفال في المشفى أن هنالك شيئًا من ضعف الثقافة العلمية المتعلقة بطب الأطفال عمومًا، وصحتهم خصوصًا لدى ذويهم، ومن هنا ارتأت البرغوثي أن تصبح مترجمة محتوى ضمن منصة "طب أطفال بالعربي" الإلكترونية؛ وذلك بغية مساعدة الأهل في الحصول على معلومات أكثر دقة حول حالة أطفالهم الصحية من مواقع علمية محكمة. قد نعتقد أن ولدراستها الطب لن تستطيع سما أن تنجز الكثير بحكم انشغالها بها، إلا أنها صنعت لنفسها ملاذًا مدته نصف ساعة يوميًا تخصصها للمطالعة تهرب فيه إلى شخصيات قصتها الجديدة بعيدًا عن صخب المشافي وما فيها، وفي الجامعة تراها منكبًة على المشاركة في الأنشطة المختلفة للطلبة، والبعيدة كل البعد عن ماذا تدرس.

"كتابُن"

مبادرة قراءة ليست الأولى في البلاد، فالصالونات الثقافية ونوادي المطالعة امتدت في فلسطين عبر أزمنة مختلفة، وكتاب "شارع الأميرات" للكاتب جبرا إبراهيم جبرا ألهم سما، وصديقاتها أروى اقنيبي، وآيه أمين لإنشاء هذه المجموعة، ففيه تعرفوا على شخصيات كانت تلتقي لتدارس الكتب والقصص، والخوض في نقاشات حول أفلام معينة، كل ذلك اتسم بتجرده من الرسمية، ومنه قررت الصديقات الثلاث أن يبدأن هذه المبادرة بناءًا على ما كتب جبرا، ومنه انطلقن لمعهد إدوارد سعيد في القدس، ليكون أولى باكورة نقاشاتهم في ذات الكتاب، في جوٍ موسيقي بحت، ولا بأس في احتساء القهوة فكما قال محمود درويش "فإن القهوة أخت الوقت، تشرب على مهل".

لا توجد أوقات معينة يلتقي فيه أصدقاء هذه المجموعة، أو كل من َيود الإنضمام لهم، فهم يعتمدون التنسيق فيما بينهم، ليقع الإختيار على يوم يناسبُ الجميع، وفي كل مرة يحاولون زيادة العدد ليضمنوا المشاركة على أصعدة واسعة.

لم نخلق جميعًا محبين للقراءة، ولهذا ارتأيت أن أقدم لكم باقة من النصائح من شخص يعيش بين صفحات الكتُب الأدبية والعلمية، فتقول البرغوثي يصعب علينا حصر فوائد القراءة، إلا أنها قد تساعدنا في فهم ذواتنا والتقرب إليها أكثر، ناهيك عن قدرتها في زيادة محصلتنا اللغوية؛ الأمر الذي يعنينا على التعبير عن ما يجول في خواطرنا.

قد يشغل المرء أكثر من وظيفة في آٍن واحد، لكن ليس شرطًا أن يبدع في الاثنتين، إلا أن سما انتهجت أساليب كسرت هذه القاعدة؛ فدمجت بين الطب والمطالعة سويًا وغدا هذا أسلوب حياتها، وعليه لنكف عن قول "أنا لا أملك الوقت" فهي تدرس الطب، وأنت؟

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...