أفنان الشنتف/غزة
حكايتها تؤكد أن العقبات الاقتصادية التي قد تحول دون نجاح المشاريع الصغيرة لم تمنعها من مواجهة التحديات في قطاع غزة المحاصر، لكن حب الموضة دفع الشابة شام البطنيجي، 20 عاما، خريجة طب أسنان في جامعة فلسطين، إلى إطلاق علامتها التجارية الخاصة بالملابس باسم"كوكون" أي الشرنقة.
بداية المشوار
بدأت شام فكرة تأسيس مشروعها أثناء فترة دراستها الجامعية، وتقول: " ليس من السهل إطلاق علامة تجارية في قطاع غزة المحاصر". لا سيّما مع إغلاق عشرات مصانع الخياطة الكبيرة منذ عام 2007. ولكن شعفها منذ طفولتها بمتابعة البرامج المتخصصة بنشأة الماركات العالمية ساعدها على تحقيق فكرتها. وعملت في البداية على استيراد الأقمشة من الخارج، ومن ثم تعاملت مع الأقمشة المحلية ذات الجودة المميزة، ورسمت تصاميمها الخاصة عليها.
سبب التسمية
ويرجع تسمية شام لعلامتها التجارية بإسم "كوكون" أي بمعنى الشرنقة، وذلك لكونها تحاكي واقع الشعب الفلسطيني المحاصر، كما هي حال دودة القزّ التي تبقى محبوسة حتى تتحوّل إلى فراشة وتخرج من شرنقتها.
إنتاج وحصاد
تبين شام أنها أطلقت في البداية "100" كنزة قطنية "هودي" مع رسمة فراشات عليها، بهدف لفت نظر الشابات، وروّجت لها على حساباتها الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي.
لم تحقق شام في البداية ربحاً من بيع تلك الكنزات ولم تلمس تشجيعاً على الاستمرار في إنتاجها، لكنها لم تيأس، وفيما بعد تلقت رسائل تطلب منها تصاميم مشابهة، من بينها رسائل من الضفة الغربية وكذلك من القدس.
اشترت شام أقمشة قطنية صنّعت بها "1000" قطعة لم تتضمّن فقط فراشات، إنّما كذلك أزهاراً وقلوباً وبحاراً وأمواجاً. ونجحت في إرسالهم إلى خارج قطاع غزة من خلال أشخاص يحملونها معهم.
صممت شام 100 قطعة أضافت إليها خريطة فلسطين وشعارات وطنية وكذلك عبارة: "هذه القطعة التي ترتديها صنعت بكلّ حبّ في فلسطين، فكن فخوراً بها". والتى لاقت رواجا واسعا، ودفعت كثيرين إلى طلب هذا المنتج.
صعوبات وتحديات
وتلفت شام إلى أنّ إدخال المواد الخام اللازمة للخياطة يُعَدّ من أبرز ما يعرقلها إضافة إلى ندرة توافر الأقمشة القطنية، وتوضح أن تفاصيل صغيرة لا يهتمّ بها أحد في الخارج، إنّما في إمكانها أن تدمّر طموح الشباب في غزة. وتقول: "لا تتوفّر الخيوط اللازمة لمنتجاتي، وفي مرّات كثيرة شعرتُ بالضيق وأنا أبحث عن بديل منها". وتشدّد على أنّه "من الممكن أن تتعطّل صناعة كاملة إن لم يتوفّر نوع معيّن من القماش لها.
طموحات وآمال
تطمح شام إلى أن تصبح علامتها التجارية معروفة في كلّ أنحاء العالم، كي تتمكّن من تصدير منتجاتها بحرية ومن دون قيود، وتفخر شام بمشروعها قائلة: " يعد مشروعي فرصة لتشجيع الشابات في غزة لإطلاق مشروع خاص بهم". وتردف أنّ التسويق لم يعد بالطرق التقليدية إنّما عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وتبين أنها لم تعمد إلى أيّ إعلان مدفوع، إنّما اخترت تصميماً تحبّه الفتيات مع شعارات لطيفة وأخرى وطنية".