فرح قنديل – نابلس
يشهد العالم تسارعا كبيرا على صعيد تطور التكنولوجيا في مجالات الحياة كافة، وفي ضوء ذلك تتجه أصابع الاتهام لتقنيات الذكاء الاصطناعي للمساهمة في نشر الأخبار المضللة، حيث أن مصادر الأخبار لا تعد ولا تحصى، وبات من الصعب التأكد من مصداقية ونزاهة الأخبار وخاصة العاجلة منها، فأصبحت الأخبار المضللة تهطل من كل حدب وصوب، ولكن هل الذكاء الاصطناعي هو السبب وراء ذلك؟!
يقول سمير المصري؛ خبير في أمن المعلومات والأمن السيبراني بأن الذكاء الصناعي ذو خوارزمية، يقوم على أساس برمجة الحاسوب وتزويده بالخبرات المكتسبة من الإنسان، ليصبح قادرًا على اتخاذ القرار أو إعطاء تحليلات ونتائج تحاكي قدرة الإنسان، وتعد Artificial Neural Networks)) الخوارزمية المسؤولة عن معالجة البيانات والتعلم منها من أشهر الخوارزميات للذكاء الاصطناعي، والتي تتشابه في عملها بالخلايا العصبية في الدماغ البشري.
التخوفات والمخاطر...
ونشر موقع مؤسسة صحافة الذكاء الاصطناعي للبحث والاستشراف في دبي مقالًا يبين فيه قدرة الذكاء الاصطناعي على التطور لإنتاج مقاطع فيديو كاذبة أو صورًا ملفقة باستخدام تقنية "التزييف العميق"، وهي الطريقة التي يتم فيها وضع صوت مركب على مقطع فيديو لا يمت له بصلة، لتقديم أدلة كاذبة أو تصريحات مغلوطة ومفبركة فيتم فيها وضع وجه شخص على جسد شخص آخر والتلاعب بالصورة أو الصوت أو كلاهما معًا.
وهذا ما حصل مع توفيق عكاشة؛ الصحفي المصري، حيث استخدم مقطع يتنبأ فيه عن قيام حرب عالمية ثالثة، وتم تركيب رأس الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على جسد الإعلامي عكاشة باستخدام تقنية التزييف العميق؛ ليظهر فيها ترامب يتحدث بصوت وحركات الجسد الخاصة بعكاشة.
رابط فيديو عكاشة
تكمن المشكلة في انتشار العديد من المنصات الرقمية التي تعتمد في مصادرها على مواقع مزيفة تم إنشاؤها من قبل أدوات الذكاء الاصطناعي مثل (ChatGPT)، بهدف نشر أخبار مضللة، وبعضها مبني على معلومات صحيحة يتم الحصول عليها من وسائل إعلام معروفة ثم تتم فبركتها وتصديرها على أنها أخبار دقيقة الصحة، وبعضها الآخر مبني على محتوى خاطئ بالكامل ويتم نشره بطريقة مقصودة بهدف الإساءة أو الكذب؛ وعليه فإنه بات من الضرورة التسلح بمهارات التربية الإعلامية والمعلوماتية التي تساعد على كشف المعلومات وتصنيفها.
وهنا تظهر العديد من التساؤلات التي تحتاج لإجابات عاجلة: