سجود شخصة/ غزة
التعنيف والتحرش من الأمور التي قد يصعب على الأطفال والبالغين التعبير عنها عند تعرضهم لها. لذلك يبرز هنا دور العائلة في استخدام أساليب التربية الذكية لتنشئة أبنائهم ليكونوا قادرين على مواجهة ما يتعرضون له دون خوف أو تردد.
ما هو التحرش؟
يبين سامي عويضة؛ الاختصاصي النفسي للأطفال والمراهقين لدى برنامج غزة للصحة النفسية، أن التحرش هو أي قول أو سلوك ذي دلالة جنسية ظاهرة أو مستترة، غير مرغوب فيه من الطفل الواقع عليه الاعتداء، وعادة ما يكون الفاعل طرفا ذا سلطة، وقادرا على تهديد الطفل الضحية، ويمكن أن يكون المتحرش من الجنس ذاته.
علامات تكشف التحرش
ويوضح عويضة أن هناك العديد من التغيرات التى تشير إلى تعرض المراهق للتحرش والتعنيف، منها حدوث تغيرات في سلوكياته النفسية، سواء في تناوله للطعام، أم اضطرابات في النوم، والخوف، والانعزال، واختلاف طريقة تفكيره وتركيزه، وتدهور مفاجئ غير مبرر وسريع في مستواه الدراسي، ونوبات الغضب المتكررة، وردود الفعل المبالغ فيها وغير المعتادة، والسلوكيات العدوانية، ورفض الذهاب إلى أماكن بعينها، أو الذهاب مع أشخاص بعينهم، ووجود كدمات في أماكن مختلفة في الجسم. ويقول: «حين تلاحظ الأم جميع تلك السلوكيات يجب أن تدرك أن ابنها يتعرض للتعنيف والتحرش". ويردف عويضة ضرورة تفقد الأم لأجساد أبنائها بين حين وآخر، وإذا لاحظت وجود كدمات أو آثار ضرب، فعليها ألا تتردد في معرفة سببها، ويقول: «يجب أن تكون الأم واعية أن الابن الذي يتعرض لتحرش جنسي قد يجعله يتقبل ما يحدث له خوفا من المتحرش".
ويرى أنه طالما كان هناك علاقة ثقة وثيقة تربط الأبناء بالآباء، كاعتيادهم البوح لهم بكل ما يحدث معهم خارج المنزل وتفاصيل يومهم، سيكون من المنطق أن يخبروهم في حال تعرضهم للتحرش أو لسلوك عدواني، سواء أكان لفظيا أم جسديا.
نصائح لحماية الأبناء
ومن أكثر أشكال العنف الذي يمارس على الأطفال العنف البدني، والجنسي، والعاطفي، والجنسي، والوجداني، وسوء العاملة، والعقاب العنيف، والتسلط الإلكتروني. لذلك يشير عويضة إلى انه يجب على الأهالي حماية أبنائهم عن طريق توعيتهم في سن مبكر بخصوصيتهم الجسدية، تحديد وقت لأفراد العائلة للتعبير عن مشاعرهم؛ لتعزيز شعور الأبناء بالأمان والاكتفاء العاطفي. كما يجب أن يتسم الأهل ببعض المرونة في حال رفض أبنائهم لبعض الآراء. ويقول: «على الأهل أن يتقربوا من أبنائهم، ويعززوا الثقة بينهم لحمايتهم من خطر التعرض للتعنيف أو التحرش". ويعتبر أن لكل فرد دورا في حماية الأطفال والمراهقين من التحرش والعنف، بدءا من الطفل ذاته، والأسرة والعائلة، وانتهاء بالمجتمع المحيط. ويرى أنوجود قوانين مجتمعية رادعة يمكن أن يحد كثيرا من هذه الظاهرة.