لأول مرة في فلسطين, عيادة متنقلة للكشف عن سرطان الثدي

2018-11-04 07:23:16

شذى الريماوي/ رام الله،

افتتح مركز دنيا التخصصي لأورام النساء عيادةً متنقلة تحت مُسمى "العيادة الوردية"؛ بهدف التوعية حول أهمية الكشف المبكر عن مرض سرطان الثدي في فلسطين، وذلك ضمن إطار التعاون مع بنك فلسطين، والثلاثي جبران.

تشيرُ مديرة مركز دنيا التابع لمؤسسة لجان العمل الصحي الدكتورة نفوذ المسلماني في مقابلة مع مجلة "علي صوتك" أن "العيادة الوردية" ستجوب عدة قرى ومدنٍ فلسطينية، كما أنها سوف تستهدف النساء في القرى المهمشة؛ بغية الكشف  المبكر، وخاصةً النساء اللاتي تصل أعمارهن لأربعين عاماً فما فوق؛ للحصول على فرصة الكشف المبكر عن سرطان الثدي.

 

من أين نبعت الفكرة؟!

وحول مصدر الفكرة، أوضحت الدكتورة مسلماني بأنها تشكر بنكَ فلسطين الذي اقترح فكرة إحضار الثلاثي جبران ليقوموا بالعزف على الجيتار والعود لمدة ساعتين؛ فهذهِ الأموال سيعود ريعها لدعم المركز. وطرح الثلاثي جبران، بالتعاون مع بنك فلسطين فكرًة وُصفت "بالجنونية"؛ فكانت العيادة الوردية؛ إذ بقيت الصورة عالقة في ذهن الدكتورة مسلماني منذ ذهابها إلى  الشارقة؛ حيث اطلعت على تجربة عيادة "القافلة الوردية" الأمر الذي أثار إعجابها، ومنذ عام 2016 بدأ المركز، وشركاؤه 2016 التخطيط من أجل تطبيقها على أرض الواقع.

بدوره قام الثلاثي جبران بإنجاز أول ماراثونٍ موسيقي في فلسطين، والذي  استمر لإثنتي عشر ساعة متواصلة من العزف على الجيتار، والعود بهدف التوعية حول أهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي، وكان ذلك بمساهماتٍ سخية من بنك فلسطين، والصندوق العربي للإنماء الإقتصادي والإجتماعي، ورجل الأعمال الفلسطيني المغترب فاروق الشامي، وشركة إتحاد المقاولين، والمرحوم عبد المحسن القطان، وعمر وغالية القطان، ومجموعة المتبرعين من مؤسسات وأفراد، شارك فيه أكثر من مئة ممثل وممثلة، يعزفون ويغنون، وآخرين قصوا شعورهم، ومنهم من أدى الدبكة الشعبية، وهذا ما أدخلهم موسوعة غينيس؛ للساعات الطوال التي خصصت للعزف، وحصلوا  بذلك على مليون دولار قُسِّمت إلى 300000دولار لغزة، والباقي حُصل ريعهُ للعيادة الوردية.

 

كيف تعمل هذه العيادة؟!

"العيادة الوردية المتنقلة"؛ عبارة عن شاحنة ضخمة، وردية اللون، مكونة من ثلاثة غرف، الغرفة الأولى يتم فيها تسجيل المرضى، يدفعون 10 شواقل بغية فتح ملفٍ خاصٍ بهم ، ثم يذهبون إلى الغرفة الثانية؛ حيث تقوم الممرضة بعمل فحصٍ يدوي وتعليم المريضة كيفية الفحص الذاتي، ومن ثم  ينتقلون إلى الغرفة الثالثة، والتي تحتوي على جهاز "الماموغرام"، لتصل الصورة بعد ذلك لمركز دنيا، للتم قراءتها من أجل معرفة ما إذا كانت المريضة بحاجة إلى عمل خزعة أو متابعة.

سوف تصل العيادة المتنقلة إلى القرى البعيدة؛ أي تلك التي بحاجة إلى الفحص والتوعية، لاسيما ستزور المؤسسات النسوية، والمنازل، حيث سيعمل طاقم لجان العمل الصحي بعقد محاضرات توعوية، وإحضار النساء اللاتي يبلغن من العمر 40 عاماً فما فوق، وإخضاعهن لفحص جهاز "الماموغرام"؛ يقوم المركز المتنقل بحساب عدد النساء فوق سن الأربعين؛ لتغطية حوالي 70% من النساء في تلك المنطقة، وتؤكد الدكتورة مسلماني أنه عند القيام بعملية مسح لكثيرٍ من المناطق سيكون المركز قادر على الكشف والتشخيص المبكر؛ فبالتالي ستصل نسبة الشفاء لأكثر من 90%، إذ تم فصح 66  امرأة، وتم تشخيص ثلاثة نساء مصابات بالسرطان.

 

محطات هذه العيادة أين؟!

بدأت جولات العيادة في يومها الأول من بلدة  قطنة ضمن إطار عملٍ سيشمل قرى المنطقة وعلى مدار العام؛ إذ تم فحص 66 سيدة، منهم 32 جرى تحويلهن إلى مركز دنيا لمتابعة الفحوصات، حيث  يقوم المركز بزيارة المناطق التي تكون فيها الأوضاع المادية متردية نوعاً ما، بالإضافة إلى زيارة المدارس والمجالس القروية، والقيام بعمل بوسترات للعيادة مزودة برقم الهاتف للتواصل، ويتم توزيعه في القرى.

 

هل كسرت العيادة حاجز الخوف؟

أشارت مسلماني الى أن الفكرة ستساهم في كسر حاجز الخوف لدى الكثير من الفتيات والنساء؛ إذ أن وجود "المركز المتنقل" أمام المنزل يحفز الفتاة، أو الإمرأة بإجراء الفحوصات. ومن الجدير ذكره أن  كلا الإعلام المرئي والمسموع ساهموا في إطلاق  حملاتٍ توعوية كبيرة وذلك لكسر الحاجز، بالإضافة إلى الحملة الإعلامية على كل من الراديو، والإعلام قبيل زيارة المناطق.

 

ماذا عن الأشخاص ذوي الوضع المادي السيئ؟!

تقول  مسلماني لمجلتنا إن المؤسسة تهدف للوصول إلى المناطق الفقيرة والمهمشة؛ إذ كانت تقدم خدمة تطوعية مجانية إلى حين أن أصبحت مؤسسة بحد ذاتها، فالمركز يغطي سنوياً حوالي 300 امرأة، وأن تكاليف الأشخاص اللذين يقومون بالدفع تغطي فقط 49% من التكلفة الحقيقة لمصاريف المركز، إلا أنه يعتمد على المجتمع المحلي في المشاريع، إذ أن المركز يراعي ذوي الوضع المادي السيئ، كما ويقوم بعمل تخفيض لهم من 20% إلى 100%؛ ففي حال أتت سيدة تعاني من وضعٍ ماديٍ صعب لا يتركها المركز بل يوفر لها الفحص المجاني، أو تكلفة فتح الملف؛ أي عشرة شواقل فقط.

 

متابعةٌ وتقييم

 السيدة لين الريماوي؛ وهي إحدى المتعافيات من سرطان الثدي تثني على فكرة العيادة المتنقلة؛ فهي ستصل للسيادات في كافة الأماكن، أما عن المركز تؤكد على أنه أكثر  من رائع، وذلك "لأننا نلق الاهتمام من قبله إلى الآن، فقبل فترة وجيزة خصص لنا  رحلة إلى الداخل المحتل، لاسيما سيكون هناك يوماً تجميلياً في جمعية إنعاش الأسرة، ناهيك عن عقد تدريبات في الفخار، والتطريز، والإكسسوارات، وهذه كله تحت إطار الدعم والتفريغ"، بقي المركز صديقاً للسيدة ريماوي لمدة خمس سنوات منذ أول زيارة.

تؤكد مسلماني أن "العيادة الوردية" صرحٌ وطني جديد، تفتخر به، وبلجان العمل الصحي، وقدرتهم على الإنتهاء من  هذا الإنجاز الكبير و الذي بدوره سوف يحمي نساء فلسطين من الوفاة بسرطان الثدي. وتجدر الإشارة أن هذه هي السنة السابعة على التوالي التي يقوم فيها المركز بإعداد حملاتٍ توعية لغرض الكشف المبكر عن سرطان الثدي.

 

- صورة من الإنترنت.

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...