لا تقلل من الخطورة أبدا

2022-12-18 09:48:45

 علاء ريماوي/ بيت ريما

"هذه حياتي الخاصة ولا شأن لك بها".

قد تتلقى هذا الجواب من صديق أو شخص غريب عندما تسأله عن شأنه الخاص. وهذا أمر طبيعي؛ فلكل منا مساحته الخاصة التي يحافظ فيها على خصوصياته وأسراره بعيدا عن الآخرين. ومن هنا تنبع أهمية الخصوصية، التي إن اخترقها بعض الناس، يمكن يؤدي ذلك لإيذاء الشخص أو من حوله، حسب طبيعة المعلومات والتفاصيل التي يتم الحصول عليها.

الخصوصية والسرية

 هنالك فرق بسيط بين الخصوصية والسرية؛ فالخصوصية مألوفة للجميع، وقد تتشابه الخصوصيات، ولكن الاختلاف يكمن في صاحبها، وفي جوهر المعلومة، التي قد تكون واضحة للآخرين دون اطلاع على ماهيتها. أما السرية فهي ذلك الجانب الذي لا يمكن لأحد أن يطلع عليه، فهو خاص جدا بالشخص، وبمن يرغب هو بإطلاعه عليه. وفي ظل التطور الحالي للوسائل الرقمية التي نستخدمها في حياتنا، يجب أن نحدد المعلومات التي نشاركها عبرها، حرصا على خصوصياتنا من الاختراق، أو التعرض للتنمر والإبتزاز.

وهنا سنعرض حالة للتنمر والإبتزاز بسبب اختراق الخصوصيات التي تعرضت لها مها غزال؛ الإعلامية  في فضائية سورية؛ لنبين مدى أهمية ما قد يعتبره بعض الناس أمرا بديهيا. انتشر في الآونة الأخيرة فيديو على مواقع التواصل االجتماعي لها، كانت تتحدث فيه عن انتهاك خصوصياتها على يد بعض المسؤولين، وأشارت فيه إلى أهمية بعض المعلومات الخاصة التي نتداولها بين أصدقائنا على فيس بوك وغيره.

وهنا نؤكد على أهمية الأخذ بعين الاعتبار أنه يمكن التعرض في أي لحظة الاختراق الحسابات، أو تعدي الشركات المصنعة لهذه التطبيقات على معلوماتك واستغلاها. ولكن في حالة مها، فقد قام مسؤولها المالي والإداري باختراق حسابها، والدخول إلى رسائلها وصورها الخاصة، وعمل على ابتزازها لأهدافه الخاصة؛ في محاولة للضغط عليها للتخلي عن بعض السلوكيات المهنية تجاه بعض القضايا، وحين رفضت تم فضح صورها وخصوصياتها، مما أجبرها على الخروج إلى رواد مواقع التواصل الاجتماعي لتوضح ما حدث معها من انتهاك وتعد على حياتها الخاصة. ومثل مها كمثل الكثيرين ممن يتصفحون المواقع الرقمية، ويعتقدون أن بعض المعلومات التي نشاركها بسيطة وسطحية وغير مهمة، ولا يدور في حسابنا أن مصنعي هذه التقنية يستغلونها سياسيا وتجاريا، وأن هناك من يتربص بنا ليبتزنا أو يتحرش بنا إلكترونيا.

لكل منا مساحته الخاصة التي لا يحب أن يطلع عليها أحد، لذلك لا بد أن نعي أهمية الخصوصية، وأن نتسلح ببعض الإجراءات التي تحافظ عليها. وفي مجتمعنا هنالك الكثير من القضايا التي تعالجها الشرطة في وحدة الجرائم الإلكترونية، التي وقعت بسبب الاستهتار بالخصوصية، وإطلاع أي كان عليها. فإذا اعتمدنا هذا النهج، فلا نتفاجأ مما نعرض له أنفسنا من خطر؛ فنحن الذين مكنا المخترقين والمجرمين من معلوماتنا، ليتمكنوا من استغلاها لأهداف غير شرعية.

 

 

 

 

 

 

 

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...