حمزة درويش/ رام الله
"هذا أكبر إنجاز رأيته في إنجلترا"، هكذا علق أرسين فينجر؛ مدرب آرسنال، عندما تحدث عن بطل الدوري الإنجليزي للعام الحالي؛ ليستر سيتي، الذي حسم الدوري قبل جولتين من النهاية.
لقد أذهل هذا الفريق الذي كان مغمورا إلى وقت قريب العالم بعد هذا التتويج، بعد أن تحول من فريق مغمور إلى مرعب للفرق، وإلى صاحب شعبية جارفة، وإلى الاهتمام الأول في أوروبا، حتى بات ملهما للفرق الصغيرة والمستضعفة، كما قال مدرب كريستال بالاس، آلان باردو.
نجوم ليستر لم يكونوا نجوما
تأسس فريق ليستر سيتي عام 1884، واستطاع أن يسجل عام 2016 أول بطولة في تاريخه، على يد المدرب رانييري، الذي بات يعرف بصانع المجد، مما فتح أبواب الشهرة أمام لاعبي الفريق المغمورين؛ ليصبح الجزائري رياض محرز أفضل لاعب في الدوري، وأحد أشهر نجوم العالم، وفاردي يتبوأ وصيف الهدافين في الدوري بفارق هدف عن هاري كين؛ لاعب توتنهام.
ولا شك أن الدوري الإنجليزي يعج بالنجوم الكبار من الطراز الرفيع. ولكن ما ميز نجوم ليستر سيتي هو سعرهم قبل التتويج، مقارنة مع البطل الحالي ليستر، والبطل السابق تشلسي، حيث سنجد فرقا بين أسعار لاعبي فريق لا يتجاوز ثمنهم كلهم 25 مليون جنيه إسترليني، وفريق وصل سعر لاعبيه إلى 179 مليونا. وها هو الآن ليستر بطل، وتشلسي يصارع للبقاء ضمن الكبار.
هذا الفريق كان قبل 384 يوما يصارع للبقاء في الدوري الممتاز، ولكنه أصبح بطلا قبل جولتين من النهاية بفارق 10 نقاط عن أقرب ملاحقيه آرسنال. وفي ليستر أصبحت الكتابات تتغنى بلاعبين لم يجدوا فريقا يلعبون له إلا ليستر، وأصبح رياض محرز الجزائري أفضل لاعبيه بتسجيل 17 هدف، وصنع 11، واللاعب فاردي ابن 28 عاما، سجل 24 هدفا وصنع ستا؛ نجمين تركض وراءهما كبار الأندية الأوروبية.
ليستر بين اليوم والأمس
تمكن هذا الفريق من أن يحدث ثورة في عالم الكرة مقارنة بما كان عليه في العام الماضي، حين لم يستطع تحقيق إلا 11 فوزا و8 تعادلات من أصل 38 مباراة؛ لينهي موسم (2014-2015) في الترتيب 14 للدوري. لكن الثورة التي أعلنها ليستر هذا العام جعلته البطل بواقع 23 فوزا وثلاث خسارات، و12 تعادلا، ليتوج بطلا للموسم، وبأفضل لاعب في الدوري.
ليستر استطاع الآن أن يكون على رأس أحد المجموعات الأوروبية لدور الـ32 من دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه. وهو أول فريق يفوز بالدوري للمرة الأولى منذ عام 1978، عندما توج نوتنجهام بالدوري.
سر نجاح ليتسر
ولعل أحد أبرز أسباب نجاح هذا الفريق يكمن في تواضع اللاعبين والمدرب، فقد كان فريقا للهواة في الدوري، وصار لاعبوه أبطالا خلال موسم واحد، ولكن لم يحولهم الفوز إلى متفكبرين. أما المدرب كلاوديو رانييري، فأكد ذلك عندما قال إن فريقه في الموسم القادم سينافس للبقاء ضمن المراكز العشرة الأولى، ولم يقل إنه سيسعى للبطولة من جديد.
وهناك سبب آخر ساعد الفريق في اللعب بروح الصداقة والأخوة التي تجمع لاعبي الفريق في علاقاتهم الشخصية، كما صرح هداف الفريق، جيمي فاردي عندما وصف فريقه بعائلة من الأخوة.