هديل الأطرش/ بيت لحم
ينام جميع من في البيت، وأنا وحدي مستيقظ! أنتظر أن تغفو عيناي، ولكن لا أستطيع! أريد أن أنام ولو لساعات قليلة، لأرتاح من عناء اليوم، و أبدأ يوما جديدا بطاقة وحيوية، ولكنني لا استطيع أن أنام، فالأرق هو عدم القدرة على النوم، في الوقت الذي يحتاج الجسم إليه. ويتمثل في صعوبة البدء بالنوم، أو الاستمرار فيه، أو بالنهوض باكرا على غير المعتاد. وهي مشكلة تنتج عن بعض الاضطرابات اليومية في حياة الإنسان، التي يمكن أن تحدث دون سبب واضح.
الشباب والأرق
تقول ديما حتضل، 17 عاما، من بيت لحم: "أنا أشعر أحيانا بالأرق بسبب خوفي الشديد من الامتحانات، أو عند مواجهتي لمشكلات في الدراسة". وتعاني عبير الأطرش، الامتحانات، أو بسبب مشاكل عاطفية، وتقول: "أنا لا أجد الوقت الكافي للتفكير في هذه المشاكل خلال النهار، فأؤجلها إلى الليل".
وتشير ساندي بدرا، 17 عاما، من بيت ساحور، إلى أنها تعاني من الأرق بسبب الضوضاء وصخب الحياة التي نعيشها.
كما تقول إليانا الشوملي، 17 عاما، من بيت جالا: "لا أستطيع النوم بسبب المشاكل التي أعانيها في المدرسة إضافة إلى البيئة التي أعيش فيها". وتضيف: "أحيانا أنام، لكن سرعان ما استيقظ بعد فترة قصيرة، ولا أقوي على النوم مجددا".
وتؤكد الآخصائية الاجتماعية، مني الزهيري، على أن من يصاب بعدم القدرة على النوم لمدة ثلاثة أسابيع، وبشكل متواصل ولساعات طويلة، يعاني من مشكلة الأرق، ويكون بحاجة إلى علاج.
وتوضح أن غالبية الطلبة يصابون بالأرق قبيل أو أثناء الامتحانات النهائية؛ "نتيجة خوفهم من النتائج المترتبة عليها"، إضافة إلى "تناولهم بعض الحبوب المهدئة للأعصاب، أو الإكثار من المنبهات؛ كالشاي والقهوة والكحول، أو بسبب خيبة أمل".
وتشير الزهيري إلى أن الظروف السياسية السيئة التي يمر بها الشعب الفلسطيني؛ من احتلال واقتتال داخلي، تزيد من حدة ظاهرة الأرق عند الشباب والأطفال، وقد يؤثر بعض المشاهد العنيفة في معدلات نومهم الطبيعية.
نصائح
ننصحك بعدم النوم مباشرة بعد تناول وجبة دسمة، أو بعد الانتهاء من عمل شاق، يحتاج إلى الكثير من التركيز، أو بعد ممارسة رياضة عنيفة. حيث يمكنك تصفح بعض المجلات، والاستماع للراديو.
كما ننصحك بالابتعاد عن المشروبات التي تحتوي على الكافيين، كالشاي، والقهوة، والكولا.. والاستحمام قبل النوم بماء ساخن.