إسراء صلاح/غزة
إنّ أكثر أعمال الإنسان محكومة بالعواطف والشهوات، لذلك يقع في الخطأ مهما علم العقل بضرره؛ فالإنسان يفكر جيّداً، ويرشده فكره إلى الصواب؛ لكن تتغلب عليه شهوته فتغويه، حينها الجاهل يؤكّد، والعالم يشك، والعاقل يتروّى؛ هكذا قال أرسطو، لكن ما هو العقل؟
إن العقل يمتلك مجموعة من القدرات المتعلقة بالإدراك والتقييم والتفكر، ويعتبر التفكير فلسفة العقل؛ كأن تتفكر في طبيعة الظواهر العقلية كعلاقة العقل بأجزاء الجسم، وتهتم بالبحث عن الأسباب وإيجاد إجابات للأسئلة في مختلف الجوانب للوصول للحل؛ وهذا التفكير هو محصلة سعي الإنسان طوال حياته.
قال أرسطو: "دليل عقل المرء فعله"، إن العقل الضيق يقود دائمًا إلى التعصب، فالمتعصب يتولد لديه شعور داخلي يجعله يتشدد فيرى نفسه دائمًا على حق ويرى الآخر على باطل دون أي حجة أو برهان، فمن غير المقبول أن يحكم الإنسان على شيء دون أن يكون على علم به، لذا فالإنسان العاقل في مقابل الإنسان غير العاقل، لأن اسم الفاعل للعقل لا تُقبل فيه الوسطية، فمصطلح "بنصف عقل" فيه إهانة وليس حيادية.
قال سقراط "عبقرية المرأة في قلبها"، غالبًا ما ينُظر للقلب والعقل على أنهما متضادان؛ لأن العقل فيه الوعي والإدراك لكن القلب فيه الحب والعاطفة، فحين يقع الشخص في الحب يُقال عنه أعمى أو مجنونًا، لأن العقل مهزوم أمام القلب، وحين تُذكر العاطفة يتم ربطها بالمرأة والتي بطبيعتها تتغلب عاطفتها على عقلها كعاطفة الأمومة مثلاً التي هي أقوى من عاطفة الأب، لكن حين يُقال مرأة أنها عاقلة فهذا مدٌح خاص لعقلها، ويكون للمرأة التي تعرف بمصلحتها أو بشؤون أسرتها ومستقبلها، ما يعني أن عاطفة النساء أمر مختلف عن العاطفة المضادة للعقل لأن عاطفتها فطرة طبيعية، ولا تُنقص من عقلها إطلاقًا، وعليه فإن تفكير العقل يُترجم بتصرفات الشخص، فليس المهم من وكيف يفكر بل ماذا يفعل!!
"أنا أفكّر، إذًا أنا موجود" هكذا قال ديكارت، لأن العقل هو الروح، فامتلاك عقل قوي قادر على حل المشكلات يعني أن الإنسان لا يستسلم أبدًا وبالتالي لن يشعر باليأس؛ لأنه متجدد دائمًا وفي حالة بحث مستمرة، فالتفكير عين العقل وسبيل النجاة وطريق النجاح، وبالتالي حين نواجه المواقف خاصة التي تتطلب منّا اتخاذ قرارات أكثر حكمة ومنطقية لابد أن يكون العقل حاسماً لها، ولا ننكر أن العاطفة قد تأخذنا إلى اتخاذ قرارات مختلفة، لكن في النهاية "العاقل يتروّى".
مصدر الصورة: الإنترنت