ما حوشتيش ؟!

2016-03-06 14:02:30

سامية صلاح الدين/ بيالارا

بعد عام وأربعة أشهر على زواجي، لا أذكر عدد المرات التي سئلت فيها هذا السؤال، وكم أنف حشر نفسه في حياتي الزوجية الخاصة: "ما حوشتيش"؟ لهلأ؟ مش نافعين؟ الله يعوض عليك؟

مئات المرات ترددت هذه الكلمات على مسامعي، وأنا أرد: ربنا كريم.

لا أعلم ما هي الأسباب التي تدفع النساء في مجتمعنا للاستعلام عن موضوع الحمل، وهل فعلا يهم هذا الأمر كل الناس في المجتمع؛ أن أحمل وأنجب وأربي طفلا؟ أم إنه الفضول يرتدي عقولهم فيدفعهم لطرح الأسئلة مرارا وتكرارا؟

هذا المجتمع لا يليق بي كامرأة، فأنا طوال حياتي أتحدى كل الضغوطات التي يفرضها المجتمع علي، ومنذ أن كنت عزباء وتجاوز عمري الرابعة والعشرين ولم أتزوج، وأصبحت عانسا في نظر من يشجعون فكرة الزواج المبكر للمرأة. ولا تسلم المرأة من أفواه الفضوليين؛ ففي كل الحالات سواء كانت عزباء أم مخطوبة أم متزوجة أم مطلقة أم أرملة... الخ، تتعرض للانتقاد وأسئلة ليست من شأنهم.

لكل مرحلة سؤال، فإذا كنت عازبة: ربنا يعوض عليك برجل ينسيك الدنيا وما فيها!

فالرجل في نظر المجتمع هو الفانوس السحري الذي سيخلق حياة أخرى للمرأة.

وإن كانت مخطوبة: "إيمتى عرسك؟ ليش خطبتكم طويلة"؟

وأنت متزوجة:"ما حوشتيش"؟...والحبل على الجرار.

عزيزتي المرأة؛ أنت معرضة في أي وقت وفي أي مكان لأن تسألك إحداهن عن موضوع الإنجاب، حتى لو كنت في فرح، أو على مائدة طعام، أو في بيت عزاء، فلا تحزني ولا تجزعي حين تسمعيهن يرددن على مسامعك: الله يعوض عليك. وما هي أسباب تأخرك؟ فالمجتمع لا يرى قضيتك سوى من منظور واحد، فلا ترهقي نفسك في التبريرات، ولا تتحاملي على نفسك لإخفاء خجلك أو إحراجك؛ فأنت في كل الأحول لست مذنبة ولا متهمة.

ربما كثير من النساء اللواتي سيقرأن هذه السطور، خاصة من يعانين من المشكلة التي طرحتها، يشعرن أكثر من غيرهن بكلماتي، وما هذا إلا عرض مختصر جدا لا يلخص طبيعة المواقف التي يتعرضن لها مرارا وتكرارا، وما ينتج عنها من مشاعر سلبية تتراكم لتنغص عليك تفاصيل حياتك، وتطفئ أجمل لحظات السعادة.

الكرة في ملعبك الآن، أنت وحدك من تقررين الإجابة عن أسئلتهم أوعدم الإجابة، وأنت من تضعين حدودا لتفشي ثقافتهم في حياتك، فأنت قوية لا تترددي في قول: لا.

 

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...