رغد الغصين/غزة
داخل مكان هادئ وبين جدران ملونة بالأبيض والأزرق، تجلس عدد من الفتيات حول طاولة مستطيلة؛ هي عبارة عن معمل لصناعة الإكسسوارات بألوان وأشكال وأذواق متعددة... هي طاولة فن.
مشغولات يدوية تراثية
تقول منى الشوا؛ صاحبة المشروع، وهي خريجة من قسم إدارة الأعمال، "هذا المكان مخصص للتدريب على الحرف والمشغولات اليدوية، وأهمها صناعة الإكسسوارات بأشكالها المختلفة، والنول، والمكرمية.
وتتعاون الشوا مع المدربة الروسية "ساشا" في تنظيم الدورات التدريبية الخاصة بفن المكرمية، الذي يعد من الفنون القديمة، ويطلق عليه فن الدانتل أو فن العقدة، حيث يتكون من خيوط معقدة تستخدم في المعلقات بعد نظمها وحبكها، وهو أحد الفنون الراقية التي تتميز بالرقة والبساطة والجمال ويمنح المكان مظهرا جذاب.
وتحرص "طاولة فن" على عكس جمال التراث والحفاظ عليه، وتدمج في أعمالها الكوفية والعلم والزي الفلسطيني القديم.
أسعار في متناول الجميع
وأشارت الشوا إلى أن أسعار المنتجات يتم تحديدها حسب المواد الخام المستخدمة في صناعتها، إضافة إلى الوقت والجهد المبذول في انتاجها، وتبدأ الأسعار من شيقل وتصل إلى 150 شيقل.
وتضيف: "ما يصنع باليد يكون أكثر تميزاً مما تصنعه الآلات؛ ولأنه يأخذ من جهد الشخص وتفكيره ساعات طويلة لذلك من الطبيعي أن يكون سعر تلك الاكسسوارات أغلى من التي تنتجها الماكينات الصناعية.
تحديات وعقبات
واجهت الشوا بعض الصعوبات وأبرزها ندرة توفر بعض المواد الخام اللازمة في صناعة المشغولات اليدوية، وهو ما يؤثر على مواعيد تسليم الطلبات في موعدها المحدد، وتبين أن "طاولة فن" هي فرصة لبعض الفتيات الرياديات لعرض وتسويق منتجاتهم اليدوية داخل المتجر، وتطمح إلى تصدير منتجاتها التراثية إلى خارج قطاع غزة وصولا للعالمية، داعية جميع الفتيات الملهمات للعمل على تحقيق أهدافهم وطموحاتهم دون تردد، ولو بأبسط الإمكانيات والمعدات لأن "رحلة الألف ميل تبدأ بميل".
