نغم كراجه/غزة
ليس على الأرض ما هو مستحيلا، إن نظرنا للحياة نظرة إيجابية يتخللها الأمل لننطلق إلى العنان، ونتغاضى عن العُسر والعقبات لنمضي في دروب من النجاح والإبداع دون الوقوف على ما نحن عليه.
ومن أبرز معارك الحياة هي معركة مكافحة الإعاقة التي يظنها الكثيرون محطة وقوف عن استكمال الحياة وأن كفة الميزان غير متساوية مع غيرهم، وخلافا لذلك فإن الإعاقة صنعت نجاحات وابتكارات متعددة.
ومن نماذج النجاح تلك الشاب محمد النجار 20 عاما، يقطن مدينة غزة حاضنة الإبداع، ويدرس تخصص الشريعة والقانون، يُعاني محمد من الإعاقة البصرية، إلا أنها لم تمنعه أبدا من استكمال مسيرة الحياة بكل شغف وإصرار، إذ تفوق في مرحلة الثانوية العامة وحصل على معدل 95% وحقق نجاحا باهرا بعد كفاحه وتغلبه على المشكلات الذي أخلفتها، ثم انطلق لدراسته الجامعية دون أن يعتُل عقبة الإعاقة فقد اعتاد أن يواجه الحياة بكل إرادة وعزيمة واسمه الآن يلمع بنور التحدي بين أوائل الدفعة.
من جانب آخر محمد ناشط حقوقي ومجتمعي ممتاز أثبت للجميع أنه قادر على الابتكار والإبداع والمشاركة الفعالة في النواحي المجتمعية المختلفة، يقول إنه تحدى الظروف كثيرا ولم تقتلع الإعاقة شعاع الأمل ومنهاج الصبر من حياته، ففي كل مرة كان يرفض الاستسلام ويهزم الكثير من المفاهيم السلبية التي يحملها مجتمعنا لذوي الاعاقة، محمد النجار قصة نجاح تثبت للجميع أن بالإرادة تتحقق الرغبات وتُهزم الظروف.
إن الإعاقة بكافة أنواعها ليست محطة وقوف وانما انطلاقة لمكافحة العجز والمشاركة في الإنتاج كما الأشخاص العاديين تماما ولا يوجد قانون على الأرض يلغي حقوقهم في المشاركة المجتمعية ، علاوةً على ذلك يجب أن يكون هناك تحفيز معنوي ومادي من قِبِل المؤسسات والجمعيات التي تدعم ذوي الإعاقة وذلك من خلال المشاركة والإنتاج وتسليط الضوء على حول حقوقهم وتعزيز وجودهم، من جانب خلق أفكار و إيجاد مشاريع لتكون مصدر دخل لهم ولكي تمنحهم الشعور بأنهم أشخاص قادرين على تحمل المسؤولية والانتاج دون الجلوس مكتوفي الأيدي والعقول.