محمد طلعت/ مصر،
تعرف منطقة وسط القاهرة بالقاهرة الخديوية، وكل شيء فيها مميزا، ورغم فترة الإهمال التي شهدتها والتي أصبحت فيها المباني آيلة للسقوط إلا أن الدولة المصرية نجحت بالتعاون مع البنوك في إعادة الطابع التاريخي للمنطقة وإزالة كافة التشوهات التي صاحبة فترة حكم الرئيس مبارك ومن بعده الربيع العربي.
هذه الجهود وإعادة الترميم كانت كفيلة بافتتاح مطعم للأسماك ذاع صيته حتى وصلت شهرته إلى دول العالم، ويلتقط السياح والمارة صورا للتأكيد على المرور من أمامه يوما، وهذا دفع أصحابه لرفع شعار "لو مأكلتش.. اتصور".
المهم في الأمر أن شكل المطعم ومذاق طعامه ليس السبب في شهرته؛ بل حكاية نجاح وكفاح صاحبته رندا شاطر؛ 55 عاما، التي يعتبر هذا المطعم أول تجربة لها في عالم الأعمال... فوصلت إلى العالمية.
تعبر شاطر عن سعادتها بشهرة مشروعها الخاص، مؤكدة أن لكل مجتهد نصيب، وأنها منذ أن استأجرت المحل وهي تعمل على تحسين المرفقات ومكان الجلوس، مؤكدا على جودة ونظافة ما تقدمه من أطباق السمك.
وعن شعار "لو مأكلتش اتصور" فتقول: إلى جانب الطعم فإنني أقوم بتزيين المكان من الخارج بالورد حتى يسعد الناس وهذا طابع فريد.
نجحت رندا في تصميم ديكور المحل بنفسها، وأصبح له شكل خاص وبررت ذلك بأن وجوده في منطقة وسط القاهرة التي تمتلك هوية خاصة، جاءت لها بتلك الأفكار التي كان لابد أن تحمل روح المصريين وهويتهم، وبدأت في دهان الألوان وتصميم البلكونة واختيار الديكورات، مؤكدة أن كل تحفة وصورة وكتابة بالمحل هي تحبها ووضعتها نظرا لعشقها لها.
أما عن فكرة وجودها في سوق العمل بعد وصولها لسن 55 عاما، فقد جاءت فكرة إدارة المطعم عن صاحب المحل الذي طلب منهم أدارته قبل أن يتوفاه الله، وتتقول: عندما دخلته لأول مرة تعلقت به، وحبها لوسط البلد، شجعها رغم أنها تجربة متعبة شابها أخطاء سرعان ما تغلبت عليها.
وتوجه رندا رسالة للنساء وتقول "أحب أن يقال عنا مبدعات وخلاقات، ودعت إلى ضرورة كفاح المرأة وإخراج طاقاتها، وتضيف: لا وجود عندي لكلمة "أنا كبرت" بل يجب استمرار البحث عن فرص النجاح.
صورة من الإنترنت.
