منصات التواصل الاجتماعي .. بوابة لدخول المرأة عالم التسويق

2019-02-19 14:10:33

غازي الخالدي/غزة،

بدأت تتغير الصورة النمطية عن المرأة الفلسطينية بشكل عام والمرأة الغزية بشكل خاص منذ سنوات ليست ببعيدة؛  فالانفتاح الثقافي والاجتماعي على العالم الخارجي بسبب الانترنت والغزو الثقافي الأجنبي واستيراد ثقافات غربية على مجتمعنا الشرقي، ولا ننسى أيضاً الدراما التركية التي أحدثت ثورة في عقول الفتيات ما جعلهن يكسروا حاجز الخوف ويتسلقوا سلّم التمرد على عادات وثقافات عربية زرعت في نفوس الآباء والأجداد.

هذا التحول الجذري كان قبل حوالي عشرين عام شيئاً من المستحيل أن يكون, كان عيباً كبيراً وكسراً صارخاً لقوانين المجتمع المحافظ، لكن في السنوات الأخيرة أصبح الماضي في الماضي والحاضر هو المسيطر، حتى أن العقول تغيرت ولم تعد ترى في ذلك شيئاً غربياً، هذا كله لم يعد من الشواذ، في ظل عصر التكنولوجيا والموضة والسوشيل ميديا التي فتحت أمام الناس أبواباً للتعرف على العالم الخارجي بشكل أعمق مما كان عليه في السابق، لانتقاء ما نريده ونشعر أنه يلائمنا من أفكار وعادات وأنماط حياتية مختلفة من الخارج الذي يبدو غريباً في بعض الأوقات.

الواقع أنه لم يعد هناك شيء مستهجن من قِبلنا في هذا الزمان، كوننا نعيش في زمن الحريات واحترام المعتقدات والآراء، وهذا ما لم يختلف عليه اثنان، لكن الملفت للانتباه ومع ظهور منصات التواصل الاجتماعي اختراق الفتاة الغزية للكثير من الحواجز دون مبالاة حتى وصلت لأن تكون هذه الفتاة بديلاً عن القنوات الإعلانية الرسمية، التي يستخدمها المعلنون لعرض أنشطتهم التجارية والغير تجارية، فمن خلال حسابات هذه الفتاة على مواقع التواصل الاجتماعي وبالأخص منصة انستقرام التي تعد الأكثر حميمية للمستخدمين، أصبحت هذه الفتاة هي القناة الإعلانية الأمثل بالنسبة للمعلنين، حيث تستخدم هذه الفتاة جمالها وأنوثتها لعرض منتجات بعض المحال التجارية والمؤسسات من خلال حساباتها الخاصة على منصات التواصل، فتراها تعرض المنتجات ولا سيما المنتجات الخاصة بالفتيات من ملابس ومستحضرات التجميل وأدوات منزلية، مقابل عائد مادي أو تخفيضات خاصة بها من أصحاب هذه المحال التجارية.

هذه الظاهرة التي انفجرت بالمجتمع الغزي في الآونة الأخيرة، جعلت يدور في أذهان المهتمين الكثير من الأسئلة المحيرة، لعل أبرزها هل ستتحول المرأة إلى سعلة؟ هل ستتغير صورة المرأة الغزية التي تعمل في البيت كمربية وأم وأخت وزوجة، وتضاف لها مهنة جديدة بعيدة كل البعد عن دورها البنائي في المجتمع؟ هل ستصبح معلنة شبه مجانية من خلال شهرتها على مواقع التواصل الاجتماعي، كونها شخصية يطلق عليها مصطلح مؤثرة في المجتمع؛ لأن عدد المعجبين والمتابعين لها على هذه المنصات يفوق الآلاف؟ هل ستغدو هذه الظاهرة مهنة رسمية تجعل من الفتاة والمرأة الغزية شخصية إعلانية جذابة وبأقل التكاليف بالنسبة إلى المعلن، وتكون منافسة للقنوات الإعلانية الأساسية كالتلفزيون والراديو والصحف؟ هل ستحمل السنوات القادمة تغييراً في صورة المرأة في المجتمع؟

 

- صورة من الإنترنت.

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...