غيداء حموده/ رام الله،
لميس قديمات إبنة الخليل، درست علوم االأرض والجيولوجيا في جامعة القدس "أبوديس" وأكملت درجة الماجستير في البيئة والمياه من ذات الجامعة، وحصلت على فرصة إتمام دراستها في السويد في جامعة (KTH) وهي الآن بصدد التحضير لرسالة الدكتوراة التي تبحث فيها عن حلول لمشاكل قطاع المياه في فلسطين .
شغف لحل المشاكل
لميس قديمات شغوفة بحل المشاكل، خاصة تلك التي تعنى بالبيئة الفلسطينية عمومًا والمياه بشكل استثنائي؛ تقول "نحن نعاني من الإحتلال الذي يشاركنا مصادر المياه؛ فضمن اتفاقية "أوسلو" الثانية التي نصت على المساواة في توزيع المياه نجد من المفارقات أن استهلاك دولة الإحتلال أعلى بكثير من ذاك الفلسطيني ناهيك عن سرقة المياه أيضاً"
تعتبر أن الأساس في حل هذه المشاكل يقوم على تربية الجيل الجديد من الأطفال على معرفة حقوقهم في الأرض، والسيادة والمياه، وعليه سوف ينطلق هؤلاء الأطفال لاستعادة حقوقهم المسلوبة.
الأطفال فئتها المستهدفة
تؤمن قديمات بتعدد طرق التعامل مع الأطفال من أجل تنمية سلوكيات الإنتماء؛ إذ يستهدف عملها جيل الست سنوات امتدادا للعشر، فهذه الفئه يسهل عليها استقبال المعلومات؛ كون الأطفال لم يتعرضوا لها مسبقا، على عكس من هم أكبر سنًا؛ حيث يصعب إحداث التغيير على سلوكهم ومنه تحاول قديمات انتهاج طرق غير تقليدية كاللجوء إلى الألعاب؛ فالطفل يمتلك علاقة وطيدة مع ألعابه لهذا يتم ترسيخ القيم والمفاهيم عبرها.
فكرة .. ثم مشروع
بدأت نواة الفكرة تتشكل في مخيلة لميس مع حلول عام 2016م، عن طريق المشاركة في مسابقة "سيواز ميدل إيست" حيث تقدمت بفكرة ألعاب توعوية، وما لبثت أن فازت بالمركز الأول عقب تدريب استمر لمدة ثلاث أيام.
فكرت بطريقة ذكية، وابتكرت لعبة أبطال الماء التي يمكن اللعب بها إما عن طريق الحاسوب أو كتطبيق على الهواتف الذكية، وتقوم اللعبة على تعليم الأطفال طرق ترشيد استهلاك الماء، واستخداماتها في الحياة، تمكنت قديمات من تمويل مشروعها عبر منصة التمويل الجماعي التي تتيحها مؤسسة "إبن فلسطين" حتى يتسنى لها إكمال عمليات البرمجة والتصميم، والفكرة هنا أن يتم تطبيق المشروع في المدارس ضمن الفئات المستهدفة، واستمرارية المتابعة للتطبيق لمدة عام. ومن أجل التغذية الراجعة للمشروع تم عمل نموذج أولي للعبة طبقت على عينه من الطلاب لمعرفة مدى استفادتهم واستمتاعهم بها، واكتسابهم لبعض السلوكيات المهمة.
مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة
ولدعم الفكرة ماديا توجهت للكثير من المؤسسات التعليمية والبيئية، وواجهتها مشاكل عدة منها عدم تقبلها كفتاة تحمل فكرة جديدة في تخصص جديد على المجتمع، ليزداد الأمر تعقيدا عند الشباب الريادي الذي لا يجد من يدعمه.
إلى أن وصلت لمؤسسة "إبن فلسطين" الذين أمدوها بالدعم المادي واللوجستي، وفي محاولة أخرى توجهت لمؤسسة ألمانية والتي تعمل فيها حاليا على حوسبة الخرائط الورقية للوزارات الحكومية كوزارة الحكم المحلي، وضريبة الأملاك إلا أنهم رفضوا بسبب اقتصار عملية التمويل لديهم على المشاريع الحكومية.
حياة الريادي ما بين السفر والإستمتاع بالعمل
تتنقل الريادية لميس بين وظيفتها في هذه المؤسسة وبين بيئة الريادة لتتابع أفكارها الجديدة لتشعر هي بإزدواج في شخصيتها ما بين الوظيفة الحكومية التي تتسم بالبيروقراطية وعالم الريادة الذي تتحرر فيه بأفكارها العلمية والجديدة.
كان للسفر على وجه الخصوص شأن عظيم الأثر في تغيير شخصيتها للأفضل إذ تغيرت وجهة نظرها اتجاه المجتمع الذى يرى المرأة بمنظور نمطي فأصبح لديها القدرة على اتخاذ القرارات الشخصية بحزم دون الحاجة للرجوع لصانع القرار في العائلة، كما استطاعت أن تكون ندا لنظرائها من الذكور.
والديها هما الداعم الأساسي لها، فقد كانا العمود الفقري الساند لريادتها، فضلا عن امتلاكها وظيفة حكومية ثابتة وفرت لها المردود المادي الذي يكفيها أولى بداياتها.
- النجاح ليس مرتبطا بالبيئة التي تعيش فيها، أو بالعمل الذي تشغل، إنما يقاس بمقدار إصرارك على الوصول لهدفك، وخروجك عن النمطية، والمألوف؛ فكن أنت.