فرح قنديل
يعد نشر ثقافة حقوق الإنسان وتعزيزها واحدة من وظائف الإعلام الهامة، وإذا لم يتبناها الإعلام؛ فإنها ستبقى حبرًا على ورق، وغالبا لن تتحول إلى مطالب وبرامج تدفع الرأي العام والمسؤولين لتحقيقها.
يقول محسن عوض؛ عضو مجلس أمناء المنظمة العربية لحقوق الإنسان في تقريره "الإعلام وثقافة حقوق الإنسان"؛ بأن الإعلام وحقوق الإنسان يتجاوران في تضافُرٍ أساسي، حيث يعتمد تمكين الإعلام على حرية الرأي والتعبير، فلا يمكن أن يصبح الإعلام قويًا ومؤثرًا من دون هذه الحرية.
لا يمكننا إغفال دور الصحافة ووسائل الإعلام في تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان، فقد أشار د. فريد أبو ضهير؛ المحاضر في كلية الإعلام في جامعة النجاح الوطنية، أن الإعلام الفلسطيني بشكل عام يجب أن يكون ملتزمًا بمبادئ حقوق الإنسان والديمقراطية، ويجب على الإعلاميين والمؤسسات أن يكونوا روادًا لهذه المفاهيم ويدافعوا عنها بحيادية تامة.
وأضاف أبو ضهير بأن الإعلام يُعتبر أكثر من مجرد وسيلة لنقل المعلومات، فهو يحمل رسالة تؤثر في البناء الاجتماعي والقيم المجتمعية. إلا أنه يتعرض للكثير من التحديات في عمليته نحو نشر مفاهيم الديمقراطية أو في تغطيته للقضايا المتعلقة بحقوق الانسان، تتمثل في ضعف الوعي الجماهيري حيث يفترض أن تكون مفاهيم حقوق الإنسان والديمقراطية جزءً من الثقافة السائدة لدى المجتمع.
بالإضافة إلى ممارسات السلطة السياسية الانتقائية بحيث تفقد هذه المفاهيم مضمونها، وتصبح بلا قيمة حقيقية لدى المجتمع، وغياب الوعي والتخطيط الفعّال وعدم وضع هذه المبادئ على رأس سلّم الأولويات في وسائل الإعلام.
وبين أبو ضهير بأن دور الصحافة ووسائل الإعلام في تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان بلا شك لا يُقدر بثمن، ففي الوقت الذي يتراجع فيه الوعي الجماهيري نحو هذه المفاهيم، وفي ظل ممارسات غير سليمة للسلطة السياسية في تطبيقها، يبرز دور الإعلام كدور ريادي في نشر الوعي، ومحاسبة المسؤولين، والدفع باتجاه تحويل هذه المفاهيم إلى حقيقة واقعة تُسهم في حماية الإنسان وحقوقه في المشاركة في الحياة العامة.