غيداء حمودة/ رام الله
تقع قرية قصرة في الجنوب الشرقي لمدينة نابلس، وتتميز بجمالها وهدوئها، وترتفع عن مستوى سطح 750م، وتتربع جذور القرية على البحر بما يقارب مساحة الـ 27000دونم.
تحد القرية ثلاث مستوطنات: هي «مجدليم» من الشرق، و«إيش كوديش» من الجنوب الشرقي، ومستوطنة «إحيا» في الجنوب، مما يفسر الاعتداءات المتكررة للمستوطنين، التي أصيب نتيجتها عام 2014 أكثر من 400 مواطن في 73 اعتداء على الأهالي والممتلكات.
اعتداءات همجية مستمرة
كما اقتلع المستوطنون أكثر من 2800 شجرة متنوعة، فضلا عن ترسيم الاحتلال لحدود القرية التي لا يمكن تجاوزها بالتوسع العمراني، إضافة إلى السيطرة الكاملة على مصادر المياه لصالح المستوطنات.
يؤكد عبد العظيم وادي؛ رئيس البلدية، أن 23 بلدة وتجمعا سكانيا تقع في الجنوب الشرقي من مدينة نابلس، تعاني من ضغط استيطاني يبدأ من مستوطنة «ألون موريه».
وكان أخطر الهجمات التي تعرضت لها قصرة، قد ادت إلى استشهاد عصام بدران عام 2011 بنيران قوات الاحتلال التي كانت في مهمة حماية للمستوطنين، وحرق مسجد النورين. كما كان هناك أكثر من 154 اعتداء على شجر الزيتون والمنازل، مما وضع المواطنين في حالة صعبة، بعد الاستيلاء على أجزاء من أراضيهم لصالح البؤر الاستيطانية «إيش كوديش»، و«إحيا»، «وغاديعاد»، و«غيدا»، و«مجدليم»، المقامة على أراضي القرية منذ1981.
فكرة لجان الحماية
وأمام هذه الممارسات أصبح المواطنون بحاجة إلى حماية أجهزة الأمن الفلسطينية والمؤسسات المحلية والدولية المناصرة لحقوق الشعب الفلسطيني، وامام تعذر ذلك، قرر الأهالي الدفاع عن ممتلكاتهم، فبدأ ذلك بجهد فردي تطوعي في القرية، وهب الجميع للدفاع عن أراضيهم.
وهنا انطلقت فكرة تشكيل لجان الحراسة لحماية البيوت في أطراف القرية، بمباركة محافظ نابلس السابق؛ اللواء جبرين البكري، فأصبح الشباب يسهرون يوميا، وينامون في الخلاء لحماية البلد.
النساء حاضرات
ويضيف وادي: "الأمن هو أحد الحقوق المكفولة للإنسان وفق الاتفاقيات الدولية، ولهذا خصص المجلس البلدي ميزانية لدعم اللجنة التي حصلت على موافقة وزير الحكم المحلي في حينه".
وحسب وادي فقد تم تشكيل لجان مساندة للعمل على موضوع التوثيق المرئي والمكتوب، حيث يقول: "لا بد من مراعاة وجود النساء في مثل هذه اللجان للقيام بأدوار وتدخلات سريعة، والتعامل مع الضحايا من النساء في حالات الاعتداء".