نفايات شارع رام الله القدس مكرهة بيئية وصحية.. من المسؤول؟

2016-12-21 03:35:05

مشروع منصات شبابية/ جامعة بيرزيت

أبنية عشوائية يتكدس فيها المواطنون كأنهم علب "السردين"، ونفايات تنافس المارة على مساحة ضيقة"، وسحب دخان من حاويات النفايات المشتعلة تفرض سلطتها على المكان؛ ذلك المشهد المعتاد لآلاف المواطنين الذين يمرون يوميا عبر طريق رام الله القدس؛ الواصل بين رام الله ومحافظات الوطن. إذ يضم الشارع المناطق التالية؛ سميراميس وكفر عقب ومخيم قلنديا والتي صنفت مناطق (ج) وفقاً لاتفاقية أوسلو.

فتلك المناطق تعاني من أزمة سكانية بيئية تفتقر إلى بنية تحتية جيدة وبسبب خروجها من هذا التصنيف أصبحت مقصداً لسكان مدينة القدس لتزداد الأبنية على جانبي الشارع، فتراكمت نفايات الطمي ما زاد الطين بلة. ولا يجد أي جهة رسمية أو غير رسمية تهتم بنظافته الأمر الذي فاقم من المشكلة.

فهل هي مسؤولية مجلس كفر عقب، وماذا عن دور اللجنة الشعبية لمخيم قلنديا، ودور وزارة شؤون القدس ووزارة الحكم المحلي؟

فلا يوجد أسوأ من أن يعيش الإنسان بين نفايات متراكمة وكأنها أصبحت تدني قيمته وحبه للمكان؛ وذلك لأن روائح النفايات تأخذ حقه بالمكان أكثر منه، فهذه أكبر معاناة يعانيها أهالي هذا الشارع والتي تتمحور في تدني مستوى الخدمات المقدمة لهم من المجالس والبلديات، على الرغم من دفعهم للضرائب المفروضة عليهم.

أضرار بيئية وصحية

يضطر المواطنون بحسب قولهم إلى حرق حاويات النفايات، وذلك نتيجة لتراكمها فيها وعدم كفايتها، وقد أفادت تقارير المراكز الطبية في المنطقة إلى دخول 90% من المواطنين للعيادات الطبية للعلاج من أمراض السعال الحاد، والحساسية، والتهابات الحلق؛ نتيجة لاستنشاقهم الغازات السامة الناجمة عن الاحتراق وبخاصة غاز الديوكسين وغازات الميثان وثاني أوكسيد الكربون.

وبحسب المراجع العلمية والمنظمات الصحية والبيئية، تتمثل مخاطر النفايات من ناحية بيئية بتشويه المنظر العام والتلوث البصري، وانبعاث الروائح الكريهة التي يتأثر بها الجهاز التنفسي للسكان، كما تؤثر على النظام الحيوي في منطقة التجمع النفايات بسبب تجمع القوارض والحشرات عليها وانتشارها.

صحياً، تؤثر عمليات الحرق على الجهازين التنفسي والتناسلي كما تؤدي في أسوأ الحالات إلى تشوهات جينية وخلقية ناهيك عن إمكانية الإصابة بأمراض السرطان.

ويقول أحمد غبن؛ مدير مركز الياسمين الطبي في كفر عقب بهذا الخصوص: "إن مراعاة الأمور الصحية في المنطقة غير واردة إطلاقاً، بسبب زيادة عدد السكان مما يصعب عملية إزالة النفايات، فالمنطقة ضائعة بين القدس ورام الله". وعلى الرغم من ترقية مجلس كفر عقب إلى بلدية إلا أنها تبقى غير قادرة على العمل  وغير مخولة بذلك.

ويبين غبن أن بلدية القدس تعطي نظام الخدمة بالحصة إلى 10-15 ألف ساكن بهذه المنطقة كما هو مقدّر في ميزانية البلدية، بينما عدد السكان تجاوز ال80 ألفا.

وذكر غبن أن المنطقة تعاني من نقص في عدد الحاويات وإهمال في إزالتها مما يلجؤون إلى حرق النفايات بداخلها لتستوعب كميات أكبر، إلا أن هذه العملية تؤدي إلى أضرار بالجهاز التنفسي والعصبي والهضمي، وتراكمها يؤدي إلى ظهور البكتيريا.

ولحل هذه المشكلة دعا غبن إلى إيجاد التعاون بين بلدية السلطة وبلدية الاحتلال لإزالة النفايات بشكل يومي مع زيادة عدد العمال من أجل تلافي الأضرار الصحية والحفاظ على صحة المواطنين.

من المسؤول؟

وعن دور اللجان الشعبية، يقول جمال لافي؛ عضو في اللجنة الشعبية لمخيم قلنديا عن دورهم في المحافظة على شارع قلنديا ونظافته، يقول: "إن الشارع يقع تحت مسؤولية بلدية القدس من الناحية الخدماتية، ولكن نعتبر أنفسنا مسؤولين عن مخيم قلنديا ومحيطه، وهذا كل ما نستطيع فعله".

يعتقد لافي أن بلدية القدس ومجلس كفر عقب تقع على عاتقهم مسؤولية الشارع ونظافته، وأضاف: "إن الخدمات التي يقومون بتقديمها في الأساس لها علاقة بالبنية التحتية، وفي أحيان قليلة يتم التواصل مع مجلس كفر عقب أو مجلس محلي الرام للقيام بأعمال تطوعية والتي قد تكون بمحض الصدفة أحدها تنظيف الشارع من النفايات!".

تحولت المشكلة إلى أكثر تعقيدا في ظل عدم الاتفاق بشكل واضح حول المسؤول عن إدارة موضوع النفايات هل هي بلدية القدس أم مجالس البلدية المحلية، ولكن تلك المجالس والبلديات لا تقدم الخدمات بالشكل المطلوب.

ولعل حل هذه المشكلة يكمن في مطالبة الجهات الرسمية بضرورة اتخاذ القرارات وتنفيذها بآليات قانونية، للخروج من هذه الأزمة وتحسين مستوى الخدمات المقدمة للسكان. وضرورة إيجاد لجان شعبية تتعاون فيما بينها في القرى والمناطق التي يمر منها الشارع للعمل باستمرار على مراقبة وتنظيف الشارع. وأن يتم العمل من قبل اللجان الشعبية والمجلس البلدي الحالي على عمل مخطط لجمع مبلغ بسيط من السكان وأصحاب المحلات بشكل دوري؛ لقاء خدمة نظافة الشارع ولتحسين الوضع الصحي في المنطقة.

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...