ولاء تحول الذكريات لتحف فنية ساحرة

2020-07-05 11:41:06

إبراهيم أبو عفش/ غزة

كم هو جميلٌ أن يملك الإنسان القدرة على كتابة أفكاره ومشاعره في نصوص جميلة يحتفظ بها للذكرى، إلا أن هناك من يعتقد بقدسية بعض الذكريات والعبارات فيحفرها على الصخر أو الخشب لتغدو لوحات جذابة، وأحيانا يخط كلماتها على الخزف المزركش المبهج، أو يعلقها كقلادةً تصلح كهديةٍ انيقة تباع في محل صغيرٍ يملأه الدفء والكثير من الأعمال اليدوية الفنية تديره فتاة شغوفة بالبحث عن الجمال وصنعه، اسمها ولاء.

ولاء الإفرنجي شابةٌ في الثلاثينات من العمر، من محافظة النصيرات وسط قطاع غزة، درست تخصص اللغة الإنجليزية، عملت في المؤسسات الحكومية ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) لمدة عامين.

وبسبب الأوضاع الاقتصادية والسياسية لم تستطع أن تُكمل عملها هناك، فقررت الذهاب لبناء مشروعها الخاص وهو صناعة القلادة اليدوية من خلال الكتابة والرسم على الخشب والصخر بالتزامن مع صناعة الخزف الصغير، ووضعه في أشكالٍ متعددة ومتنوعة من القلادات، ثم تُغلفها وتبيعها مع مجموعة من الهدايا للزبائن، في محل لفريق شبابي أطلق على المكان اسم "سربرايز"، وهو ما يوحي بالشيء الجديد وغير التقليدي.

البداية واكتشاف الموهبة

تقول ولاء إن بداية مشروعها كان محض صدفة عام 2016، حينما وجدت نفسها وهي تعيد تدوير الخزف والمنقوشات بدون أي فكرة لما تصنعه، حينها اقترح عليها أصدقاؤها تسخير موهبتها في صنع القلادات وبعض الأعمال اليدوية وتغليفها ووضعها كهدية لزبائنها.

وتضيف: "حين بدأت في هذه الفكرة وجدت أن الآخرين أحبوا الفكرة ودعموني، فبدأت أجمع قطع الخشب الصغيرة وأجمع الخزف أو أشتريه، وأبدأ بالكتابة والرسم على قطع الخشب، ثم أرتب الخزف وأصنعها على شكل قلادة أو عقد".

ولاء لها صديق نصحها أن تهتم بالمناسبات التاريخية مثل يوم الأرض لكي تصنع القلادات وتنشر أعمالها وتروج لنفسها من خلال صفحتها على فيسبوك وانستغرام، والتي لاقت رواجا عند الناس وأصبح مشروعها ينمو أكثر فأكثر.

بين مقومات النجاح والتحديات

تواجه ولاء الصعوبات والتحديات كغيرها من باقي الفتيات في ظل الوضع الاقتصادي المتردي والصعب، حيث تواجه مشكلتين الأولى تتمثل في صعوبة الوصول للزبائن خارج غزة، فالأمر يحتاج للوقت والمال، والمشكلة الثانية تكمن في بعد المحل نوعًا ما عن الزبائن فهو في مكانٍ عال، ولا يستطيع أغلب الزبائن الوصول اليه إلا عبر "الأون لاين".

ترى ولاء أن ما يميز مشروعها، هو التنوع والشمولية في كثير من المشغولات اليدوية، من الكتابة والرسم والحرق والنحت على الخشب والصخر والخزف، فغالبا يجد الزبون طلبه بسهولة، بالإضافة لسهولة توصيل الطلبات لأي مكان في غزة، ناهيك عن شهرة أعضاء الفريق عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي في انستغرام وفيسبوك ما يزيد من فرصة نجاح المشروع.

ولاء لم تتوقف عند هذا الحد بل تسعى لتطوير المشروع برفقة فريقها، متمنيةً أن يتحسن أدائها كي تستطيع أن تواصل عملها مع باقي أفراد المجموعة.

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...