اضواء بلا انارة ... في اجتماع منظمة التحرير!

2017-01-29 13:51:21

بهاء توام/ القدس

سُلطت الأضواء على اجتماع اللجنة التحضيرية لعقد المجلس الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية (م.ت.ف) في اجتماع عُقد في بيروت في النصف الأول من يناير من العام 2017، وجاء اختيار مكان عقد الاجتماع في سياق منطق تحرري رافض لعقد هكذا لقاء في الأراضي الفلسطينية المحتلة. حيث شاركت فيه الفصائل الفلسطينية المنضمة وغير المنضمة للمنظمة. وأخذ مكان عقد الاجتماع بدلالاته التحررية حيزاً هاماً من جُملة النقاش والتحليل لذلك الاجتماع. لكن ماذا بعد؟

قبل البحث عن إجابة للسؤال أعلاه لا بُد من التطرق للذي حدث من قبل، وتحديداً الذي حدث منذ نشأة (م.ت.ف) بحقبها الزمانية المختلفة، فمنذ ميثاق المنظمة القومي مروراً بميثاقها الوطني وصولاً إلى ضرب ميثاقها بعرض الحائط وانتهاج الحلول السياسية-السلمية القائمة على القرارات الفردية. حيث تأثرت المنظمة - بحقبها المذكورة- بمحيطاتها المحلية والإقليمية والدولية، وكانت نقطة التحول الأكثر تأثيراً قد تمثلت بسيطرة الفصائل الفلسطينية المُسلحة-المُقاومة على المنظمة ومؤسساتها، ولم يكن ذلك إلا انعكاساً لتصاعد الكفاح المُسلح واعتماده نهجاً للتحرير لم ينفك إطلاقاً عن صمود الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة.

تاُثر (م.ت.ف) بالظروف المحلية والإقليمية والدولية انعكس على بُنيتها المؤسسية ودورها والمجال الذي تُمارس فيه عملها، فعندما كان شعار القومية العربية سائداً كانت بعض الدول العربية تقوم بالدعم كمصر، وأخرى بالضغط كالأردن. لاحقاً ومع نكسة العام 1967 ترسخ النظام العربي-القُطري الذي كان عاجزاً عن احتضان  حركة التحرر الفلسطينية، ويشهد على ذلك خروج فصائل (م.ت.ف) من الأردن ولبنان تباعاً بعد صراعات مُسلحة -مع الأردن وبعض الميليشيات اللبنانية- وحروب شنها الكيان الصهيوني على المنظمة في كلا البلدين، وكانت الظروف الدولية لحد تلك الفترة تتمثل بالتناقض بين المعسكرين الإشتراكي والرأسمالي، فيما يُسمى بالحرب الباردة.

أمّا الظروف الدولية التي عُقد فيها اجتماع اللجنة التحضيرية لعقد المجلس الوطني  لمنظمة التحرير الفلسطينية، فقد تمثلت بوجود قضايا ذات أهمية على الساحة الدولية، بالإضافة إلى عودة القضية الفلسطينية للمشهد الدولي بعد القرار 2334، وجدير بالذكر أيضاً الدور الروسي سريع التنامي على الساحة الدولية ومقارعته للدور الأمريكي، لا سيّما وأن موسكو استضافت اجتماعاً للفصائل الفلسطينية بالتزامن مع اجتماع بيروت. أما الظروف الإقليمية تتمثل بإفلاس النظام العربي-القُطري واستنزافه واسشتراء التبعية العربية للدول العظمى في دلالة على استمرارية "الاستعمار الجديد" وتطور أشكاله. وذلك ما يعني غياب إطار عربي مُهم وضروري لحركة التحرر الفلسطينية التي لا تزال (م.ت.ف) ترفع شعاره بشكل أو بآخر. الظروف المحلية المُحيطة بالمنظمة تمثلت بواقع الإنقسام ووهم السلطة، حيث كان من مُخرجات الاجتماع التأكيد على "ضرورة" تشكيل حكومة وحدة وطنية بالاستناد على اتفاقيات مُبرمة، قد يكون عفا عنها الزمن، أو لم تُثبت على الأرض بقدر ما كانت واضحة على الورق.

يبدو أن الفصائل التي اجتمعت في بيروت تُعاني من التخبط وغياب برامج سياسية واضحة يكون الشعب والأرض محورها وأداتها وهدفها، وبتحديد أكثر جاءت مخرجات الاجتماع بشكل يعكس قوة طرفي السُلطة على الساحة الفلسطينية، أي حركتي فتح وحماس وذلك من خلال إبراز معضلة الإنقسام وضرورة الوحدة الوطني. ليست الوحدة الوطنية أو إنهاء الإنقسام بالأمر السلبي، بل إن السلبية تكمن في عدم الوضوح فيما يُخص أحقية الإطار الذي يجب أن يجمع الفصائل، هل هي السلطة الفلسطينية المُجردة من السلطة أم منظمة التحرير الفلسطينية بضرورة تفعيلها؟

غياب/ عدم وجود برامج سياسية واضحة للفصائل يعني بديهياً غياب وعدم وضوح مع الجماهير الفلسطينية وتعبير عن تغليب المصالح الحزبية الضيقة على المصالح الوطنية الأسمى والأعلى، ودليل على ذلك عدم حسم موضوع العلاقة بين كُل من السلطة والمُنظمة التي شكلت ولا تزال تُشكل جدالاً واسعاً. إذن، عُقد الاجتماع في ظروف دولية وإقليمية ومحلية فيها الكثير من "الفوضى" ولم تتخذ الفصائل الفلسطينية المُجتمعة مواقف يُمكن أن توصف بالمُبادرة، بل كانت تتحسس طريقها بحسب الظروف المُنعقد فيه ذلك الاجتماع، وليس ببحث إمكانية "الثورة" على تلك الظروف، ما أدى إلى التساوق مع ما هو قائم، وغياب رغبة/ قدرة على التفريق بين ما هو "ضروري" وما هو "مثالي" بالنسبة لظروف عقد الاجتماع.

بالتأكيد أنّ هذا النصّ ليس بمكان الإجابة عن أسئلة ذُكرت فيه وفي غيره من النصوص ذات العلاقة بالموضوع (اجتماع اللجنة التحضيرية في بيروت) بل هذا النص بمكان طرح أسئلة ليس من المعروف أو الواضح تماماً إذا ما كانت الأضواء التي سُلطت على الاجتماع في بيروت أن تنير لها طريقاً للإجابة. فماذا تريد الفصائل التي اجتمعت، هل تريد تفعيل (م.ت.ف)؟ أم تريد تعزيز السلطة ومؤسساتها؟ ما هي رؤيتها لدور السلطة، وما رأيها بدور (م.ت.ف) الضروري؟ ماذا عن الشعب وحراكه؟ ما الهدف من انهاء الإنقسام، هل تشكيل حكومة وحدة وطنية تحت السلطة أم تشكيل وحدة في إطار المُنظمة؟ هل من مُصارحة للشعب؟!

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...