منة أبو أحمد/ غزة
إذا كنت من جيل التسعينيات فلا بد أنك شاهدت الرسوم الكرتونية "البوكيمون"، ذلك البرنامج الذي لم يعد يقتصر على الحلقات التلفزيونية بل تحول إلى واقع يتجول في شوارعنا. وكل ما عليك هو أن تختار تصميم شخصيتك واسمك المركب ثم ستجد شخصيتك الافتراضية ضمن خريطة تظهر لك الأماكن من حولك وتستطيع أن تبدأ جولتك بحثا عن "البوكيمون" وهي الخطوة الأولى في هذا العالم.
فكرة اللعبة
لم تكن فكرة اللعبة حقيقة في البداية، بل كانت عبارة عن كذبة؛ ككذبة إبريل ثم أصبحت لعبة الجيل صممتها شركة " جوجل " فأثارت إعجاب الناس في كل الأوساط، لكنهم أحبطوا عندما علموا أنها كذبة فعملت شركة " نيانتك " التابعة لشركة " نينتندو" اليابانية على تطوير الفكرة وتحويلها إلى واقع تندرج تحت ألعاب " الواقع المعزز".
إذ أنها تعتمد على استخدام كاميرا الهاتف كي تتاح مشاهدة " البوكيمون " في البيئة المحيطة للمستخدم ومن ثم اصطياده من خلال رمي كرة افتراضية عليه. وتتكون من أنواع مختلفة من البوكيمنات: كالمائية وأخرى تتطلب المشي والاستكشاف.
لم تمر إلا أياما قليلة على ابتكار اللعبة حتى انتشرت في العالم كالنار في الهشيم، وسرعان ما تداولها الشباب، وعجت مواقع التواصل الاجتماعي بالمواقف الفكاهية التي مر بها مستخدمو اللعبة.
رواد البوكيمون
متين يوكسل كايا؛ مراسل وكالة الاناضول التركية، أول من اقتنى اللعبة واستخدمها، وقد تعرف عليها من خلال متابعته للمواقع الغربية واهتمامه بالألعاب، فيقول: "وصلني خبر اللعبة، فقمت بتحميلها خلال يومين لأنها متاحة فقط على المتاجر الأمريكية والأسترالية وهي سهلة وفكرتها جديدة وتستهدف جيل التسعينات لأنهم واكبوا سلسلة البوكيمون فبقيت لديهم ذاكرة جميلة".
أما محمد تعرف على اللعبة من خلال صديقه البريطاني، واستخدم اليوتيوب لمعرفة كيفية التعامل مع اللعبة، وقد راجع شروط الخصوصية. ويشترك في فريق أسسه مع أصدقائه، مكون من ستة أشخاص يتنافسون في اللعبة على الفيسبوك ويقدمون نصائح فيها، بناءً على تجربتهم معها.
لا داعي للقلق
انتشار لعبة البوكيمون بشكل هائل أدى لظهور كثير من الدعايات والإشاعات التي تنادي بخطورتها، ودعوات للتحذير منها. لكن مهندس البرمجيات محمد أبو القمبز كان له رأي آخر فيؤكد: " اللعبة يابانية ليست لأي جهة حكومية أو غيرها والصلاحيات والأذونات التي تطلبها تتطابق مع أي تطبيق آخر كما أنها لا تطلع على المتصلين والصور والرسائل".
لكن الخطورة تكمن في الروابط التي توضع عليها اللعبة من حيث إمكانية إرفاق الفيروسات والبرامج التجسسية فيها، وتابع أبو القمبز: "شركة مثل أبل ونينتندو تهتم بخصوصية الزبائن ولا تخاطر بسمعتها لأي جهة قانونية كما أن تطبيق فيسبوك يمتلك صلاحيات كبيرة على الأجهزة ويستطيع أن يعرف عنك كل شيء وكذلك جوجل والعديد من تطبيقات الانترنت".
من جهة أخرى ذكر ابراهيم شقورة؛ المدير التنفيذي لشركة ” كلاودي تكنولوجي، أن لعبة البوكيمون حازت على إقبال كبير من الناس لم تتوقعه الشركة حتى توقفت السيرفرات أكثر من مرة عن العمل. وتصدرت قائمة التحميلات والتطبيقات في المتاجر العالمية، فبدأ الناس بالحديث عن المؤامرات والتهديدات ومصالح الدول التي تعنى بالتجسس في حين أن تطبيقات كثيرة تأخذ الصلاحيات نفسها.
لا تصلح في غزة!
بما أن لعبة البوكيمون تعتمد على السير في مساحات جغرافية واسعة فإنها تحتاج لتوافر الانترنت في كل مكان على العكس تماما من غزة المفتقرة إليه ولذلك توقف كايا عن استخدام اللعبة؛ فأشار إلى أنها تعتمد على المنافسة وتكون في مكان معين كنقطة صراع، ونقاط أخرى تسمى " موقف "، تتيح الحصول على أدوات اللعبة للاستمرار فيها، وهي ليست متوفرة في غزة بالإضافة لشبكات الانترنت الضعيفة، ما يثبت عدم صلاحيتها في غزة.