تحرش بي مرتين.. ولم يقصد!

2016-07-18 12:37:47

ناريد غبن/ غزة

كل منا يملك نسيجا من الذكريات السعيدة أو الحزينة التي تطفو على سطح أدمغتنا كلما صادفنا حدثا يتشابه مع أي منها. ولكن الحديث هنا يدور حول قصة حقيقية وقعت لفتاة في مجتمعنا.

"متفرغة"؟

هذه الكلمة التي بدأت معرفتنا بالقصة التي لم يمض وقت طويل على حدوثها،

"نعم" كان الجواب.

فقالت بتوتر ظاهر: "أريد أن أخبركم بقصة تعرضت لها.. تحرش"!

لا يمكن عندما تسمع هذه الكلمة إلا أن تفتح فمك دهشة لا يمكن تداركها، فهذا الأمر في مجتمعنا المغلق يخضع عادة للسرية التامة، وقليل من الأشخاص من يجرؤون على تحديها والحديث عنه بصوت مرتفع.

هي تريد تريد أن ننشر قصتها التي تؤرقها، وحتى حينه لم يعلم بها أحد سواها. يمكنك الآن أن تشعر بالقشعريرة لأن هناك من تتجرأ على كشف أمر من الممنوعات، وتدرك أن الصمت على ذلك لا يزيد الأمر إلا انتشارا وتفاقما، ويفاقم الخطر.

كانت طفلة، 12 عاما، حين كانت تلهو وتلعب مع بنات الجيران، يملك والد إحداهن "سوبرماركت"، وتقول دامعة: "فوجئنا به ينادي علي وعلى ابنته التي كنت ألعب معها، ويطلب مني أن أساعده في جلب بعض الأغراض معه من المخزن، فذهبت معه، وأثناء سيرنا حاول الاقتراب مني والإمساك بي".

حينها لم تكن تفهم  ما هو التحرش، وولكن انتابها شعور بالضيق أن شخصا غريبا قريب منها لدرجة كبيرة، فحاولت بطاقتها الضعيفة أن تدافع تبعده، ولكنها لم تستطع، فهددته بالصراخ، وهنا تركها فورا، وقال لها كلمة تتذكرها حتى هذا اليوم. وهنا دخلت في حالة صمت وبكاء حاولت كتمه، قبل أن تنفجر ببكاء شديد.

"وماذا قال لك".

أجابت: "آسف؛ لم أقصد ذلك"!

ثم تملتها هستيريا الصراخ، وأخذت تقول: "كيف لم يكن يقصد عمل ذلك، حتى الآن أنا أفتش لعلي أعرف ماذا كان يقصد عندما قال: لم أقصد ذلك"! وتتابع: "لم يقصد أن يدعني أشعر بالاشمئزاز طوال هذه السنوات؟ ألم يعلم أنه كلما تذكرت ذلك أشعر بالمرض بسببه"؟!

وبعد أن هدأت تابعت أنها كلما مرت من أمام محله "يرد السلام عليها" كأنه لم يفعل شيئا، وتقول: "هل يتذكر هو ذلك اليوم"؟ أو المرة الثانية"؟

"يومين؟ مرتين"؟

 هزت رأسها: "نعم، لم تكن مرة واحدة، ففي المرة الثانية كنت عند مدخل بيتنا، حين دخل وسألني عن والدي". شعرت بالخوف منه، وقلت مسرعة: " سأناديه". ولكنه اعترض طريقي وبدأ يتقرب مني، فرجعت وهددته أنني سأصرخ، وكان رده بنفس العبارة: "أنا آسف؛ لم أقصد"!

"لماذا لم تخبري أهلك"؟

"لا أعرف، ولكني شعرت بالخوف".

"لماذا لا تخبريهم الآن"؟

"ما الفائدة من فتح قصة سيعتبرها المجتمع أمرا يجب السكوت عنه، أو أمرا عاديا"؟!

ولكنها اليوم باتت مقتنعة أن هذا الأمر لم يعد من الجائز السكوت عنه، ولا بد أن تروي كل فتاة لذويها ما يحصل معهن خاصة إذا شعرن أن الفعل الذي يتعرضن له ليس بريئا؛ لمساعدة الفتيات اللواتي يتعرضن لذات المواقف.

وفي جملة أخيرة قالت: "لا تكن مثلي وتخافوا؛ فالسكوت يعني الموت ألف مرة كلما تتذكرن ما حدث".

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...