جبل البابا ...امام ادعاء ارض بلا شعب!

2017-03-31 11:47:33

نديم علاوي/القدس

شعب بلا أرض لأرض بلا شعب، عندما سمعت هذا الادعاء أول مرة، فكرت عن أي أرض كان يتحدث زعماء الصهيونية آنذاك، ففي أي أرض في العالم لم يكن هناك شعوب كثر، اما اليهود فكانوا موزعين في أوروبا، كما تجمعات البدو الفلسطينيين الآن موزعين، نعم أنه أدعاء لما يطمعون به في هذا البلد المتوسط جغرافيا المعتدل مناخياً.

استذكرت ذاك الإدعاء الكاذب عندما زرت التجمعات البدوية الفلسطينية في جبل البابا بمنطقة العيزرية الواقعة على مشارف القدس الشرقية، الجبل الأبيض المتوسط الممتد على أراضي واسعة خالية يطمع الاحتلال بها كما طمع بفلسطين أول مرة، هذه الأرض التي يخطط الاحتلال للاستيلاء عليها وطرد سكانها الأصليين الموزعين على الأرض مؤكدين صمودهم، وكي لا يعيد الاحتلال أكذوبة أرض بلا شعب وتكون امتدادا لمستوطنه "معاليه أدوميم". 

 
وفي موقف مضحك مبك أثناء زيارتي لتلك التجمعات برفقة زميلي الخليلي، سأل احدهم عطا الله مزراعة أحد سكان الجبل والمسؤول عن المنطقة:"هل تسمحون لنا أن نبني بيتا هنا بجانبكم في هذا التجمع، بعيداً عن أصوات السيارات ومظاهر الحياة العصرية؟، رد مزارعة:"وهل تظن أن الاحتلال يسمح لنا بالعيش في سلام؟...لا يغرك هدوء الجبل  ليل نهار جرافات وجيبات الاحتلال بتهدم بيوتنا.. بس إحنا صامدين ليوم الدين".

 
وهذا التجمع الذي يسكنه ما يقارب ال350 مواطن على مساحة 2500دونم، سبق وأن هجر ساكنيه قبل النكسة وبعدها، من بلدات النقب إلى  قلب المدن في بوابات مدن القدس وأريحا وغيرها، ليعود الاحتلال فتح القضية من جديد ويعيد بداية التهجير لتوسيع سطوته؛ كون الجبل يوصل بين مستوطنه" معاليه أدوميم" التي أقامها شارون وبين مدينة القدس عام 1991 ، مما يشكل عائقاً على الاحتلال إذا أراد تقسيم الضفة.

وكثيرون هم من يتنقلون بين مستوطنة "معاليه أدوميم"، متوجهين إلى بلدات شرق القدس كالعيزرية وأبوديس، أو خارجين منها عبر الطريق الرئيسي إلى رام الله وأريحا، وربما تستوقفهم رؤية التجمعات البدوية الفلسطينية على أطراف الجبال المحاذية للشارع الرئيس، لكنهم ربما لا يعلمون قصة رؤوس الجبال، كجبل البابا، هذا الجبل المتوسط الممتد من مدخل بلدة العيزرية الشرقي إلى مدخل أريحا الغربي، الأمر الذي يمنع المتنقلين رؤيته، بعد أن بات يشكل صمودا آخر في تاريخ الشعب الفلسطيني، والذي عزم الاحتلال الإسرائيلي على وضع يده عليه بعد عامين من وضع يده على قرية أحفاد يونس وباب الشّمس وبقية القرى الأخرى.

وجدير بالقول ان الحكاية ليست جديدة فمنذ عام 1948 بدأ الاحتلال بتهجيرهم من النقب منطقة "تل إعراد" إلى أن سكن بعضهم في مناطق البحر الميت وأريحا وأراضي القدس فترة، ومن ثم  انتقلوا إلى جبل البابا، إلى اليوم واستمر الاحتلال بملاحقتهم بهدم البيوت لتهجيرهم في الجبل بحجة عدم وجود تراخيص، واستمرت حكاية التهجير أربع سنوات، حيث هدم الاحتلال 43 بيتاً من أصل 56، وكانوا يتعمدون هدمها في أجواء عاصفة بدافع التهجير، وفي كل مرة يعيد الفلسطينيون بنائها في تحد لسياسة سطوة وعنجهية الاحتلال والمواجهة في خط الدفاع الأمامي لبوابة القدس الشرقية.

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...