غزة/سجود شخصة
رافقت موهبة الرسم الفنانة التشكيلية "يارا أبو دوابة" منذ صغرها، حينما بدأت بتشكيل أول رسوماتها بأدوات بسيطة خلال الحرب على غزة عام 2008، كوسيلة للتفريغ عن نفسها، حيث عكست الواقع المرير برسمها الأطفال المشردين والطائرات والضحايا وواقع الحرب بشتى صوره.
الفنانة يارا، 21 عاماً،خريجة هندسة إتصالات، من عائلة قدّرت الفن ولاحظت موهبتها من أول لوحة فنية رسمت فيها صورة والدها، وحفزتها للالتحاق بالعديد من الدورات الفنية لتنمية مهارتها في الرسم، كما طوّرت موهبتها من خلال اليوتيوب، والتواصل مع فنانين من خارج البلاد، حتى تمكنت من الرسم على برامج مختلفة كالفوتوشوب.
وتجمع يارا في رسوماتها بين الطبيعة والواقع والكرتون، وتفضل رسم البورتريه الذي بدأته بلوحة متقنة للقائد ياسرعرفات.
ولم يكن سوء الوضع الاقتصادي في غزة وغلاء أسعار لوحات الرسم وقلة توافرها عائقاً أمام موهبة يارا؛ فقد دفعها هذا التحدي لصنع لوحات صغيرة ومجسمات خشبية مبتكرة من الأعواد الخشبية المستخدمة في الشواء والمثلجات، وبفضل حسها الفني حولت القمامة الخشبية إلى مجسمات على شكل أرجوحة وأكواخ وما شابه ذلك.
واجهت يارا صعوبة مؤقتة فيالجمع بين الرسم ودراستها التي تحتاج للكثير من الوقت، وبعد تخرجها تفرغت بالكامل للإبداع فصبت خيالها وخلقت عوالمها البديلة بالرسم، عدا عن تميزها بتجسيد الشخصيات ورسم الملامح بدقة تحاكي الواقع، الى جانب تشكيل المجسمات الخشبية والرسم عليها.
وشاركت في العديد من المعارض المحلية لتصل بموهبتها وإبداعها للجميع، وحظيت بإعجاب كبير وإقبال من الجمهورعلى رسوماتها، الأمر الذي دفعها للسعي للمشاركة في معارض دولية رغم الظروف الصعبة بغزة.
وتنشر يارا رسوماتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتلقى إعجابا ومشاركات وردود فعل إيجابية من المتابعين، ما حفزها للإستمرارفي الرسم بهمة عالية، وأصبح لديها الالاف المتابعين، ويصلها منهم طلبات متكررة لرسم صورهم الشخصية، وبذلك استثمرت يارا موهبتها في جمع بعض المال إضافة لعملها مع مواقع العمل عن بعد.
تسعى يارا للحصول على مرسم ومعرض خاص بها وكذلك تطمح للوصول بموهبتها للعالمية والتخصص في مجال الرسم الكرتوني لتؤكد أن الحياة في غزة ليست عصية أمام الابداع والتطور.