كيف يحتفل الفلسطينيون برأس السنة؟

2016-12-31 11:42:39

علا حليلو/ غزة

يحتفل الملايين حول العالم بـ " ليلة رأس السنة"، في تمام الساعة 12 في اليوم الأول من كانون الثاني/ يناير من كل عام، من خلال مظاهر احتفالية وطقوس مختلفة وفق كل طائفة أو دولة، يَتمثّل بعضها بِالألعاب النّارية والشّموع والأضواء.

ولم تمنع الأوضاع السياسية الصعبة في فلسطين من الانضمام لتلك الاحتفالات، بل تشهد بعض مدنها حركة سياحية نشطة، فقد ازداد عدد السائحين في الضفة الغربية بنسبة 7% عن العام السابق، وذلك بحسب إحصائية وزارة السياحة، خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، والتي تشهد أعياد الميلاد المسيحية، الأمر الذي ينعكس بشكل إيجابي على الاقتصاد الفلسطيني.

وتعد بيت لحم من أهم المدن السياحية في هذا الموسم، لما تضمه من أماكن دينية وأثرية وخاصة كنيسة المهد، وتحوي المدينة نحو 50 فندقاً يتسع لآلاف النزلاء، وتتوسط المدينة شجرة ضخمة اختارها موقع "هافينغتون بوست" العالمي من بين أكثر الأشجار إلهاماً وتميزاً حول العالم فيما تكتسي شوارع المدينة بأحبال الزينة.

في منزل المواطنة "هبة رزق" برام الله، يجتمع العديد من الأصدقاء وعوائلهم ليلة رأس السنة، مع تحضير الحلويات الشهية، ومتابعة توقعات الفلك التي تبث في نفس اليوم من كل عام، فتقول:" الأيام التي تسبق الليلة الأخيرة من العام، نقضيها في بيت لحم لحضور مراسم تزيين الشجرة، والتقاط الصور معها."

وتصيف: " المدينة تكون من أجمل مما يخيل لك. السائحون والمواطنون ومسلمون ومسيحيون، عدا عن الألوان والأضواء وأصوات الأغاني تجعلك لا تترك المكان قبل منتصف الليل."

في حين تعتبر الصحفية ألاء صقر، من مدينة نابلس، أن هذه الطقوس التي يقوم بها الناس ليلة رأس السنة الميلادية هي "هفوات" بالنسبة لها، متسائلة عن سبب احتفال بعض المسلمين" في هذا اليوم. وتقول: "لإننا في مدينة نابلس نتعايش مع بعضنا مسلمين ومسيحيين، يشاركهم البعض في مراسم الاحتفال وتزيين الشجرة اكراماً لهم وتأكيداً على الاخوة".

فيما تعتبر الشابة شيماء حلس من قطاع غزة، احتفالات رأس السنة الميلادية أنها طقوس خاصة بالمسيحين ولهم الحق والحرية بالاحتفال بها. وتقول: "المسيحيون يهتمون بأعيادهم ويعملون على التحضير لها قبل موعدها أجمل التحضيرات حتى أصبحنا نحن نميل إليها وهذه طبيعة الانسان يميل للاختلاف والغرابة والمظاهر في كل شيء." وترى حلس أنه من المفترض أن تبدأ المدارس بتعليم الطلاب الاهتمام بالتاريخ الهجري واعتماد كتابته على الصبورة والاختبارات والدفاتر بدلاً من الميلادي.

ويحتفل الشاب آدم المدهون مع عائلته، بغزة، في كل عام بهذا اليوم والخروج إلى أي مطعم مناسب لهم، ويصف:" لا يجب أن نمنع أنفسنا من الاستمتاع، هذا ليس تقليد سيء كما يعتبره الكثيرون، ولكل انسان الحق في أن يحتفل بما يريد." ويضيف:" مع كل بداية عام هجري أو ميلادي نجدد الأمل والتفاؤل، ونحن في العائلة نتعامل بنفس الايجابية".

في حين ترى الطالبة هديل العيلة أن ضيق الأحوال المادية للمواطنين جعلت وجهات النظر مختلفة، وتعتبر أنه من الجميل أن يسعى الانسان لكسر الروتين اليومي وتحقيق السعادة في هذا اليوم.

 بينما يتعامل الشاب تامر أبو جامع مع أي أمر يصادفه من منظور شرعي حسبما يصف، فيقول:" أرى أنه لا فائدة من الاحتفالات بالسنة الميلادية، وأعتقد أنها تخالف سنة النبي". ولا تحتفل عائلة تامر في العام الميلادي ولا حتى الهجري إلا ببعض التهاني وكلمات المجاملة كما يصف، ويقول: "المآسي والعثرات في العام المنصرم تجعلنا نحاول التفاؤل أملاً بأن يأتي أجمل مما مضى".

وتلقي طالبة الاعلام مجد عبد الهادي، اللوم على الكبار آباءً وأجداداً لأنهم لم يورثوا "صنع السعادة والفرح" كما أورثوا العادات والتقاليد وبعض "طقوس التشاؤم"، وتقول: "حينما كبرنا بقي الجيل الجديد على غرارهم". وتضيف:" احترم من يهتم بهذه الاحتفالات خاصة أخوتنا المسيحين التي تمثل لهم معنى روحي."

ويرى طالب كلية الطب حسام الخزندار، أنه لا ضير في الاحتفال في رأس السنة الهجرية، ملقياً أيضاً اللوم على الأجداد الذين لم يبادروا بهذه الطقوس الجميلة بحسب وصفه. وفي هذه الليلة من كل عام، يخرج حسام وأصدقاؤه لمشاهدة الألعاب النارية، فيقول:" لا نستطيع أن نفوت جمال بداية كل عام جديد، فهو يمنحنا التفاؤل والأمل بأن يكون القادم خيراً مما سبقه."

ويضع المواطن مهند المصري أبناءه في عهدة جدتهم ليخرج وزوجته لأحد الفنادق على شاطئ بحر غزة، ويقول:" تبدأ غالبية الحفلات بعد الساعة التاسعة مساءً حتى منتصف الليل بصحبة العديد من الأصدقاء بمرافقة زوجاتهم أيضاً".

ويضيف: "هذه الليلة تمثل لنا كسر لنمط الحياة اليومية الروتينية من خلال برنامج الحفل الخاص بكل فندق الذي يتخلله فقرة طربية بالإضافة للسحوبات والمسابقات الممتعة".

 

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...