"ناس ديلي" أسلوب جديد للتطبيع الناعم مع الاحتلال

2021-01-02 09:46:13

رفيف اسليم/غزة

في دقيقة واحدة وباللغة الإنجليزية برنامج مفرداته سهلة ومشجعة لمن يريد تعلم اللغة الإنجليزية من ناحية، وموضوعاته متنوعة ويقدم من خلال موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" المنصة الأكثر تداولاً من ناحية أخرى، ليحاصر المشاهد ويجبره على رؤية كم كبير من الحلقات دفعة واحدة، لكن ما إن يتعمق المتلقي في تصفح المزيد يدرك أن هذا البرنامج مزيجاً تطبيعياً يروج للتعايش مع دولة الاحتلال الإسرائيلي بأسلوب "دس السم بالعسل" ليصل المقدم لهدفه.

لعلك صديقي القارئ وأنت تتابع قراءة المقال تسأل نفسك هل تكون جنسية هذا الشاب المقدم للمحتوى عربياً؟ فسأجيبك بنعم، نصر ياسين شاب عربياً فلسطينياً مسلماً، يروج لأفكار ليس هدفها التطبيع فحسب بل مخالفة للشريعة الإسلامية تقدم بشكل مستمر، هدفها غسل العقول الشابة والتمهيد لنمط حياة اجتماعي مفكك فعادة ما تظهر معه في الفيديوهات صديقته وهي صانعة محتوى أمريكية-إسرائيلية تشاركه المسكن والسفر وتقديم معه غالبية الحلقات.

نشأته وحياته

بحسب ما نشرته عنه وكالة رويترز، ولد ياسين في بلدة عرابة لعائلة فلسطينية من أراضي الـ 48 هو الابن الثاني من بين أربعة أبناء، والدته مدرسة ووالده طبيب نفسي، لغته الأم هي العربية، كما يتحدث الإنكليزية والعبرية بطلاقة، أمضى القليل من الوقت في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية، درس في جامعة "هارفرد" الأمريكية وتخرج من كلية هندسة الفضاء، ثم رجع مرة أخرى ليدرس الاقتصاد وعلوم الكمبيوتر عام 2014.

كان ياسين يعمل في شركة ناجحة للتكنولوجيا الفائقة ويكسب 120 ألف دولار سنوياً، لكنه في عام في عام 2016، بعد ادخاره حوالي 60,000 دولار، استقال من عمله في وبدأ السفر في جميع أنحاء العالم ثم أنشأ صفحة على فيسبوك باسم "ناس ديلي" (Nas Daily)، ليدون عن طريق الفيديو أغرب القصص التي يجدها في جميع دول العالم من خلال فيديو كل يوم على مدى ألف يوم، وكانت مقابلته لمارك زوكربيرغ مؤسس فيسبوك نفلة نوعية لمحتوى برنامجه أدت لازدياد عدد المتابعين ليصلوا لأكثر من 17 مليون شخص.

في دقيقة واحدة

وقد اختار ياسين أن تكون فيديوهاته على فيسبوك وليس على يوتيوب لأن جميع أصدقائه يتواجدون على تلك المنصة، وبالغالب لا يفضلون الانتقال ليوتيوب لمشاهدة الفيديو لأنهم يجدونه أمراً مزعج، أما عن مدة البرنامج وهي دقيقة واحدة لأن المشاهد اليوم مشغول ولا يستطيع أن يتوقف ليشاهد مقطع فيديو مدته تتجاوز الخمس دقائق مهما كان الموضوع المتناول هام أو شيق وبتلك الطريقة استطاع ياسين لأن يصل لقاعدة ضخمة من المشاهدين " وذلك حسب تصريح سابق له".

موضوعات مشجعة على التطبيع

وكان من ضمن الموضوعات التي عرضها ياسين هي قرية صغيرة يتناول سكانها الخضروات فقط عند مشاهدة أول مقطع من الفيديو تظهر امرأة ريفية فتظن أنها في إحدى الدول الأسيوية ثم يفاجئك أنها في "إسرائيل" وأنه يتحدث عنها كدولة مجاورة وليس ككيان محتل، كما تحدث أيضاً مع عالمة تتخلص من البلاستيك بطرق آمنة ليكشف في منتصف الفيديو أنها إسرائيلية تعمل في مختبر للكيماء.

ومع تزايد تلك الموضوعات المستفزة تزايد الجدل يوم بعد يوم حول البرنامج ومقدمه، وبدأت تنتشر تصريحات سابقة لياسين يقول فيها إن "قبول حدود إسرائيل… والحدود الجديدة لفلسطين سوف يحل الأزمة"، وكان قد أفرد لهذا الموضوع حلقة كاملة تحدث وهو يتجول بمدينة القدس عن المقدسات والحريات الدينية بما فيه ل "جيرانه الإسرائيليين" على حد تعبيره، وعلى أثر تلك التصريحات أعلن عدد من الشباب المشاركين معه انسحابهم بحجة أنهم لم يكونوا يعلموا أن المشرفين إسرائيليين، واعتذروا على العلن، في وقت لم يعلّق آخرون على الأمر.


(BDS) تدعو لمقاطعة "ناس ديلي"

ترويج ياسين للتطبيع الناعم مع دولة الاحتلال جعل حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) تحذر في بيان لها على صفحتها عبر فسيبوك من التعاطي مع برنامج "ناس ديلي" الشهير على موقع التواصل فيسبوك، وطالبت من المشاركين في أكاديميته بالانسحاب، موضحة أن ذلك البرنامج الذي يديره شاب يدعى "نصير ياسين"، يهدف إلى تدريب 80 من صانعي المحتوى العربي من خلال "أكاديمية ناس" التي تضم إسرائيليين ضمن طاقم الإشراف والتدريب.

تمويل عربي إماراتي

وأشار البيان إلى أن طاقم التدريب بالأكاديمية يرأسه الإسرائيلي "جوناثان بليك" بتمويل من أكاديمية نيو ميديا الإماراتية التي أنشأها حاكم إمارة دبي، محمد بن راشد، قبل شهرين وأن هذا الدعم من قبل النظام الإماراتي الاستبدادي يشكّل تواطؤاً صريحاً في الجهود الإسرائيلية لغزو عقول شعوبنا وتلميع جرائم نظام الاستعمار الاستيطاني والأبارتهايد الإسرائيلي، فضلاً عن تسويق اتفاقية العار التي أبرمها النظام مع الاحتلال".

كما اتهمت الحركة نصير ياسين بإنتاج محتوى تطبيعي "ناعم" ينتزع إسرائيل من سياقها الحقيقي، ويخدم مساعيها لفرض نفسها ككيان طبيعي في المنطقة من خلال مد جسور التطبيع غير الرسمي، لاسيما المجال الإعلامي الذي يشكل الرأي العام, موكدة أنه يصور الصراع مع إسرائيل وكأنه صراع بين طرفين متكافئ القوة، متعمدا تجاهل حقوق الشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حق العودة، بل وصل تطبيعه إلى حد تحميل الفلسطيني مسؤولية الصراع لعدم قبوله بـ "السلام الإسرائيلي-الأمريكي".

وشدّدت الحركة في بيانها على أهمية مقاومة التطبيع باعتباره سلاحاً إسرائيلياً فعّالاً يستخدم لتقويض نضال الشعب الفلسطيني من أجل استرداد حقوقه، وأهمها حق العودة وتقرير المصير والتحرر الوطني، ملفتة إن مناهضة التطبيع في هذا الزمن تعدّ ضرورة نضالية ملحة لمنع تصفية القضية الفلسطينية.

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...