ناريد غبن؛ أخصائية نفسية/ غزة
يواجه العديد من أولياء الأمور صعوبات مع أطفالهم في مرحلة النضج، خاصة ما يتعلق بتعاطيهم مع التكنولوجيا، وعلاقاتهم بها، حيث يحاول معظم الأهالي جاهدين إكساب أطفالهم مهارات تؤهلهم ليكونوا قادرين على التعامل مع اللوحات الإلكترونية بكل سهولة، وفي ذات الوقت لديهم خوف أن يؤثر ذلك على صحتهم النفسية والجسدية. ويسبب الجلوس لفترة طويلة على الهواتف الذكية العديد من الأضرار الجسدية للطلبة؛ كضعف البصر ومشاكل العيون، وتشوه العظام ومشكلة قلة الحركة، والضغط على الأعصاب والأربطة والعمود الفقري، إضافة إلى السمنة. والنفسية التي تتمثل بانطواء الأطفال، والاضطرابات السلوكية، والعنف والعدوانية.
ويتطلب هذا الأمر العمل على تنظيم استخدامهم للتكنولوجيا، والتأكد من المحتوى الذي يتصفحونه، ومدى ملاءمة التطبيقات لأعمارهم، ومدى قدرتها على تعزيز التفكير الإبداعي، إضافة إلى إعادة ضبط إعدادات الخصوصية لتحديد قدرتهم على الدخول إلى مواقع غير ملائمة لهم وتقييدها. وفي الأوقات التي تتطلب من الطفل أن يستخدم بعض المواقع للدراسة، يمكن للأهل عمل حساب جيميل Gmail خاص بالطفل، يتم عبره تسجيل الدخول ليوتيوب أو المواقع الأخرى، التي تمنع وصول محتويات غير لائقة. ويبدو انه قد بات صعبا منع الأطفال من استخدام الهاتف المحمول، خاصة أن الأهل سيواجهون شكاوى الأطفال من الشعور بالملل دون استخدام الهواتف أو أجهزة الحاسوب. وهذا يتطلب من الأهل مراعاة التوازن بتحديد مدة استخدام الأجهزة الإلكترونية، والحرص على تنظيم الوقت لممارسة النشاط الرياضي، والتشجيع على القراءة، والتواصل مع الأهل والأقارب. كما يمثل الأهل قدوة لأطفالهم، فإذا أرادوا أن ينصحوهم، فعليهم ألا يفرطوا في استخدام الهاتف المحمول، في أوقات الذهاب للمدرسة، وبعد العودة من العمل، وأثناء تناول الطعام، وخلال الإجازات والجلسات العائلية.
ولا بد من الحديث والحوار بني أفراد العائلة حول ضرورة اتباع وسائل الحماية الرقمية، ونقد المحتوى على الإنترنت؛ كون ما يتم عرضه ليس بالضرورة صحيحا. مع الإقرار أن التكنولوجيا تقدم الكثير للجيل الناشئ، إلا أن مساعدة الكبار في اختيار التطبيقات هي التي تحدث الفرق، خاصة عندما يشعر أولئك بالمسؤولية على قاعدة "نحن من يستخدم الأجهزة، وليست هي التي تستخدمنا".