لكل منا مكان كان يحب أن يرتاده بشكل شبه يومي في جامعته، يقضي سنواته الأربع فيها وهو يتعامل مع هذا الحيز تحديدا من منطلق "الاحتكار التام"، لدرجة أن جلوس غيره في ذات المكان يصبح بعد فترة إثما لا يغتفر. أين جلس هؤلاء الطلاب؟ وما المواقف التي لا يمكنهم نسيانها فيها؟
نهيل أبو رجيلة، 25 عاما- خريجة جامعة بيرزيت: أكثر مكان كنت أجلس فيه مع صديقاتي تحت الشجرة مقابل كلية الإعلام قديما، وكان لي ارتباط مكاني كبير بهذه الشجرة، حتى تمنيت لو أن الأساتذة يعطون المحاضرات في هذا المكان، و"أتململ" كثيرا قبل كل محاضرة لأني سأغادره، طبعا كنت أستمتع بالنظر "للناس الرايحة والجاية" في نفس الشارع، وأقضي معظم وقتي في التقاط الصور!ومن المواقف التي لا يمكن نسيانها يوم صدمتني سيارة على المدخل الشرقي عند كلية التجارة، وحتى اليوم أخاف قطع الشارع بسبب ذلك الحادث!
رامي معالي، 26 عاما- خريج جامعة النجاح:أكثر مكان كنت أفضل الجلوس فيه خلف كلية الفنون، مع "حبيبتي"، وكانت أيام الجامعة أجمل الأيام بالنسبة لي. أما أكثر موقف أتذكره من هذا المكان، عندما أوقعت حبيبتي كأس القهوة علي وأخذت تبكي، لا شعور يمكنه أن يصف هذا الموقف!
عدي كتانة، 32 عاما- خريج الجامعة العربية الأمريكية: يبدو أن صغر مساحة الجامعة في ذلك الوقت جعلتني أشعر أن كل الجامعة كانت مكانه، ولكن مع نهاية دراستي اتخذت من ساحة كلية التكنولوجيا في الجامعة مستقرا لي. ومن المواقف التي لا يمكنني نسيانها، حين انقطعت من المصروف أيام الانتفاضة الثانية، حيث كانت الطرق صعبة جدا، ويومها لم يكن معي إلا شيكل واحد فقط لا غير! فقررت أن أستقل مواصلة للجامعة بهذا الشيكل وأعود مشيا إلى مكان سكني في قرية الزبابدة. وعندما ارتديت ملابسي استعدادا لهذا اليوم الصعب، مددت يدي إلى جيبي لأجد 10 شواقل! شعرت أنها 100 شيكل يومها، "واتبعزقت" على كيفي!
غازي حمدان، 23 عاما- جامعة الاستقلال: أذكر موقفين صعبين لا يمكنني نسيانهما على الإطلاق من أيام الجامعة، الأول بعد بدء دراستي بعشرين يوما، حين وصل مرسوم للجامعة بابتعاث عدد من الطلاب إلى "باكستان"، وكان اسمي ضمن القائمة، فرفضت السفر، وبناء عليه تم فصلي، ثم عدت مرة أخرى "بتسامح الجامعة". أما الموقف الثاني فقد "انمسكت" وأنا أدخن، والتدخين ممنوع في الجامعة، ففصلت مرة أخرى لمدة فصل دراسي واحد، وهو ما أخر تخرجي في الجامعة.
ضحى دكيدك، 20 عاما- جامعة الخليل: اتخذت من خلف مبنى كلية العلوم في جامعة الخليل مكانا قصيا لها حيث اعتمدته للجلوس ومسامرة الصديقات.أما أجمل موقف فعندما كنت أجلس مع صديقاتي، وكان خلفنا مجموعة زملاء كانوا يغنون أصواتهم جميلة جدا، وتجمع حولهم عدد كبير من طلاب الجامعة، حينها شاركنا بالغناء والتشجيع، وكان يوما جميلا فعلا.
نسرين عمر، 21 عاما- خريجة جامعة بيرزيت: كنت صباح كل يوم أمر على الكفيتيريا المركزية بالجامعة وأتناول كوبا من النسكافيه، ثم أنطلق إلى أمام كلية "الحقوق"، لأشربها مستمتعة بالأجواء الصباحية الجميلة. ذات يوم كنت أشرب كوب النسكافيه، فاصطدمت بشاب وانقلب كأس القهوة من يده علي، يومها كنت أرتدي قميصا أبيض، فتغطى بالأسود بفعل القهوة، واحترق كتفي، فنقلت إلى عيادة الجامعة لأتلقى العلاج. وحتى اليوم لا زالت علامة صغيرة مكان "الحرق"، وكلما أراها أتذكر ذلك اليوم، وأحن كثيرا لأيام الجامعة.