جنى حسان / رام الله
لم تكن الإشاعات والمعلومات المضللة والخاطئة وليدة هذا العصر، وقد تم استخدامها للترويج ولفت الأنظار وكسب التضامن على مر العصور. واليوم، تحت مظلة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، أصبح بإمكان كل شخص أن يختلق أخباره الخاصة وينشرها.
وبغض النظر عن أهداف من ينشرون الأخبار الكاذبة، فإنه من المهم أن نتعرف على آلية التأكد من صحة المعلومات، عبر الوسائط المرئية والمسموعة التي يتم تداولها في العالم بمختلف وسائله القديمة والحديثة.
قبل أن ترسل أي صورة أو فيديو إلى شخص فإنه من الضروري التدقيق في المؤشرات البصرية لها، كالتوقيت، والمكان الذي التقطت فيه الصورة؛ فالمتاجر واللافتات الإرشادية على الطرقات، وتضاريس المكان، يمكن أن تساعد في التحقق من الصور والفيديوهات، إضافة إلى التركيز على المظهر العام للأفراد، واللغة المستخدمة في الفيديو.
وينبغي أن تبحث عن ملكية الصورة أو الفيديو عبر تقنية البحث العكسي؛ أي أن تقوم بسؤال محركات البحث عن الصورة، فإذا كان المحرك يعرفها بالفعل، يمكنك أن تبدأ بالتحري أكثر عنها إلى أن تصل إلى الشخص الذي قام بالتقاطها. أو أن تلجأ لكتابة الكلمات المفتاحية الموجودة في الوسائط.
وقبل مشاركة أي منشور أو خبر، يتوجب عليك أن تنظر إلى اسم الناشر إذا كان اسما معروفا أم وهميا؛ فالعالم الافتراضي فيه الكثير من الهويات الافتراضية التي ينبغي تجنب نقل المعلومات عنها، وقد تساعدك التعليقات المكتوبة في الوصول للناشر.
وتأتي هذه الخطوة جنبا إلى جنب مع ضرورة التأكد من الموقع الأصلي للمعلومات عبر تصفح خانة "من نحن" على الموقع، وتفحص أسلوب صياغة الأخبار، فإذا كان يعتمد على التهويل وعدم المنطقية، فهو موقع يفتقر للمصداقية.
كما أن أسماء الشخصيات المذكورة في المنشور أهمية توازي أهمية الناشر؛ لأن العديد من الأخبار المزيفة تحمل أسماء أشخاص مضى على وفاتهم سنوات عديدة، وبالتالي فإن التأكد من الوجود الفعلي لهذه الشخصيات عنصر مهم في الكشف عن مصادر المعلومات. ويمكنك أن تكتشف المعلومات الخاطئة والمضللة من عناوينها؛ فمعظم الأخبار الكاذبة يتم عنونتها بعناوين بعيدة عن مضمون الخبر، علاوه على وجود أخطاء نحوية وإملائية في بعض الأحيان، وإذا كانت تفاصيل الخبر كتبت بأسلوب ساخر، فإن ذلك يدعو إلى الشك في صحته ومصداقيته.