المتحف الروسي في أريحا آية من الجمال

2020-02-16 12:51:32

رونا البيطار/القدس

في أقدم مدن العالم أريحا وتحديدا بشارع المنتزهات، نجد مبنى يتصف بالجمال والأناقة محاط بحديقة خضراء واسعة، هذا المبنى لا يشبه باقي معالم أريحا ويلفت الأنظار بجماله وبياضه الناصع، ولهذا يلقبه بعض الناس بلؤلؤة مدينة أريحا أو ما يعرف بالمتحف الروسي، الذي يجمع عراقة الماضي وجمال الحاضر.

تاريخ المتحف

تم بناء المتحف عام 2010 من قبل الروس، وكان سبب بنائه امتلاكهم لقطعة الأرض منذ عام 1883، وفي تلك الفترة كانت فلسطين في ظل الدولة العثمانية أي أيام وجود الأتراك الذين قاموا بشراء قطعة الأرض (الكنيسة الروسية).

فيما بعد، عندما عادت السلطة، اتفقوا مع الروس على إعادة ملكية الأرض وقرروا بناء هذا المتحف بسبب علمهم بوجود موقع أثري بالحديقة منذ عام 1891  يعود لفترة البيزنطيين.

سبب شراء الأرض

 يوجد في حديقة المتحف شجرة "جميزة" قديمة جدا، عمرها أكثر من ألفي عام. وفي آية لوقا من الإنجيل المقدس ذكرت شجرت الجميز:

"ثم دخل واجتاز في أريحا. وإذا رجل اسمه زكا وهو رئيس للعشارين وكان غنيا. وطلب أن يرى يسوع من هو ولم يقدر من الجمع لأنه كان قصير القامة. فركض متقدما وصعد إلى جميزة لكي يراه لأنه كان مزعما أن يمر من هناك".

إذ هي لحظة التقاء السيد المسيح -عليه السلام- مع زكا العشار، الذي كان يقوم بجبي الضرائب لصالح الرومان. وبسبب هذا الحدث الديني، يعتقد الروس أن هذه الشجرة هي نفسها التي ذكرت في الكتاب المقدس ويعتبرون  قطعة الأرض ذات قدسية خاصة بسبب وجود تلك الشجرة.

الآثار المعروضة بالمتحف

 أشار حسن أبو سمرة؛ دليل سياحي يعمل بالمتحف الروسي، إلى أن كل الآثار المعروضة في المتحف هي نتاج لعملية التنقيب التي تمت في قطعة الأرض، وأن معظمها يعود لفترة البيزنطيين وجزء قليل لفترة الرومان وجزء أقل للفترات الإسلامية المبكرة.

أقسام المتحف

ينقسم المتحف إلى جزأين، الأول عن تاريخ الروس في فلسطين، وكل الصور المعروضة هي لأشخاص من روسيا وتعرض المباني التي قاموا ببنائها. وهذه الأحداث تدور في نهاية الحكم العثماني، أي أواخر القرن التاسع عشر. وأضاف الأستاذ حسن أن ما يميز الصور أنها مأخوذة في مناطق مختلفة من فلسطين بالإضافة إلى أن عمر الصور يتراوح بين 100 إلى 130 عام. وتبين الصور جزء من رحلات الروس الدينية كالحجاج المسيحيين وكيفية توجههم لفلسطين لأداء الحج وزيارة الأماكن المقدسة.

والجزء الثاني تعرض فيه آثار تعود لفترات البيزنطيين والرومان، وفترات مبكرة من فترة الأمويين وجزء لفترة العثمانيين. وهذه الآثار حصيلة المرحلة الأولى من عمليات التنقيب التي أجريت عام 2010، ولا تزال عمليات التنقيب قائمة.

وتم إيجاد الكثير من الآثار حتى نهاية عام 2019 ولكنها لم تعرض إلى الآن، وما يزيد هذه الآثار تميزا هو أن أصغر قطعة عمرها ما بين 1300 إلى 2100 عام. ومن المعروضات؛ نقود من فترات زمنية مختلفة، وفخار كان يستخدم في حياتهم اليومية، وجزء كبير من الحلي والزينة الخاصة بالنساء كالأساور والخواتم.

السياحة والتطوّع

عبر الأستاذ حسن أبو سمرة أن أجمل ما في الأمر أن الزوار المحليين أكثر من الزوار الأجانب للمتحف. وبالنسبة للأعمال التطوعية، يتم التعاون مع مدارس وجامعات في فترة التنقيب والحفريات ليقدموا المساعدة والتطوع.

ختاما، وبعد زيارتي لأريحا، مشتى فلسطين، والمعروفة بجمال منازلها وأراضيها، واحتوائها على ذلك البناء المميز، أشجع الجميع على زيارته، ذلك المكان الذي كلما أمعنت النظر في صوره وآثاره، شعرت بالفخر والاعتزاز بفلسطين التي كانت وما تزال مكانا ساحرا، يتجمع فيه الناس ويقبلوا عليه من كل بقاع الأرض.

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...