في يومهن العالمي...مناضلات خلف كواليس

2020-03-14 20:00:21

إسراء صلاح/غزة

احتفل العالم في الثامن من آذار الماضي بيوم المرأة العالمي، وكالعادة اقيمت المهرجانات والتكريمات، التي تُسلَّط الأضواء على النساء الفاعلات في المجتمع اللآتي يرتدين أجمل الثياب ويعرضن إنجازاتهن وأهدافهن بأبهى حلة، فبلا شك هذه الصور جميلة لكنها لا تنصف جميع النساء ولا تمثلهن جميعًا، فلا تزال المرأة في مجتمعنا تعاني تحت سطوة الظروف والحروب والعادات، وهي الضحية الأولى دائمًا في كل القضايا الشائكة والمعقدة.

تعيش النساء اليوم وضعًا اقتصاديًا صعبًا للغاية، وتقع على عاتقهن مسؤوليات قد تكون أكبر منهن بكثير، فتجد كثيرًا من النساء المكافحات يعملن ليل نهار إلى جانب الرجال لكن لا أحد يلتفت لهن ويوجه الكاميرات عليهن.

 سماح صالح 27 عامًا هي بحق مثالًا للمرأة القوية، حيث غادر زوجها ليبحث عن عمل في تركيا تاركًا أطفاله عله يعيل عائلته التي تعيش الفقر، وقد كان يعمل على ماكنة خياطة في منزله فيقوم بخياطة الملابس وتقصيرها، فقررت الأم أن تسد مكان الأب فتعلمت الخياطة وأصبحت تقوم بإصلاح الملابس ليلاً بعد انتهاء واجبات الأمومة لتتمكن من تسليمها في الصباح، وذلك في محاولة منها لإنقاذ أطفالها من الحاجة، فهذه صورة من صور النساء اللاتي يقمن برعاية أطفالهن في ظل أوضاع معيشية واقتصادية أدنى مما تخيلن في يوم ما.

لا زلت أذكر عندما أخبرتني إحداهن كيف أنها تعمل حتى تصرف على البيت بعد ما توفي والديها في حادث سير، كانت الكبرى بين أخوتها وقررت أن تقوم بدور الأب والأم، فعملت وعلَّمت وتعلمت، واستطاعت أن تحارب كل الظروف من أجلهم ... لكنها اليوم أربعينية وحيدة فجميعهم تزوجوا وأنجبوا أطفالاً وفضلت هي البقاء بدون زواج أو أطفال، في البداية اعتراني الحزن على حالها ليس لعدم زواجها بل لأنها لا تتمتع بحياة خاصة فأصبحت بدون أوقات ممتعة ولا أيام مختلفة كما في الماضي، لكنني اليوم أنظر إليها بطريقة مختلفة، أنظر إليها كمناضلة حقيقية تستحق أن تكون مثالاً لكل فتاة، فهي ضحت من أجل أن تنير الطريق للآخرين، وجعلت من نفسها قدوة.

إن المحزن المبكي هو حال النساء اللآتي فقدن عزيزًا جراء الحروب، فمهما خطت يدي من الحروف والكلمات فإنني لن أستطيع أن أُجمل كل الآهات التي في قلوبهن.

صديقتي مجد 23 عامًا، متزوجة ولديها طفلين، استشهد أهلها في قصف صهيوني لمنزل أهلها فراح ضحيته الأب والأم والأخ لم يبقى لها أحد، حزنها المخبئ ودمعتها التي لا تجف لم تمنعها من استكمال حياتها مع طفليها، فهي أم وعليها ما عليها.

يمكن القول إن أوضاع النساء في المجتمع تقع ضمن منظومة الحرب والحصار والجوع الواقعة على الرجل مثلها تماماً، لكن علميًا الدراسات تُثبت أن النساء أكثر صبرًا و تحملًا من الرجل، كأنهن يقلن في نفسهن مواساة بأنه ستهديهن الحياة أضواء في آخر هذا النفق المعتم كي ننسى الألم، ولن نستسلم ما دمنا أحياء.

- الصورة من الإنترنت

اخترنا لكم
عماد ابو الفتوح عندما عرفت أن الرواية القا...
سلمى أمين هل تمنّيت يومًا أن تتحدّث أكثر م...
 هند الجندي ينظر معظم الناس للأذكياء...
لينا العطّار/  اخترنا لكم من اراجيك...
بقلم: تركي المالكي الحياة مليئة بالجمال وا...
اخترنا لكم هدى قضاض- اراجيك  يعد ا...
منوعات
نغم كراجه/غزة يواجه الشباب صعوبة في إيجاد...
رغد السقا/غزة يمر ذوي الإعاقة بظروف نفسية...
سها سكر/غزة "لا تحسَبِ المجدَ تمرًا أ...
نغم كراجة/غزة "أمي لم تفِ بوعدها، أخب...
إسراء صلاح/غزة هنا غزة المدينة المنكوب...
عرين سنقرط/القدس ربما قطار الفرح في مدينتي...