مشاركة مدرسية
يوسف عسكر ويوسف عمري / حزما
لكل مساق كتاب، ويفترض أن لكل طالب نسخة منه، لكنها وللأسف في مدارسنا قليلة نتوارثها عاما بعد عام عن طلبة آخرين، وليست المشكلة في أننا نستخدم كتابا استخدمه طالب آخر، بل في حالة الكتاب المزرية، فما إن تبدأ السنة الدراسية حتى تتهافت علينا الكتب المتهرئة والمتسخة، وبمجرد حصولنا عليها يصيبنا إحباط من الدراسة ككل، وبدلا من أن نتحمس لتصفح كتبنا الجديدة الناصعة التي تفوح منها رائحة الورق والحبر الجديد، نبدأ في لملمة الصفحات الممزقة المليئة بالخربشات. بل إن بعض الكتب صفحاتها مفقودة، وهذا الأمر لا يقتصر على مدرسة ذكور حزما، بل ينتشر في أغلب المدارس الحكومية، وحين نرى هذه الكتب بهذا الشكل نكره المدرسة والمادة الدراسية، وننفر من الدراسة أو التميز والتفوق، فكيف سندرس للامتحانات ونحضر للمواد وبعض صفحات الكتاب مفقودة؟ وبعض السطور مليئة بالخربشات التي تضطرنا إلى فك الرموز؟
وتتفاقم المشكلة عند إدخال الكتاب وإخراجه من الحقيبة مرارا، حيث يزداد اهتراء؛ نظرا لعدم وجود غلاف مقوى يحمي صفحاته. والغريب في الموضوع أن هذا الكتاب المتهرئ منقوص الصفحات يبقى لسنين دراسية طويلة يمرر بين أيدي طلبة آخرين.
إلى متى سنبقى نستلم الكتب المتهرئة التي ربما لم يحافظ عليها الطلبة التي استلموها سابقا، أو تمزقت من كثرة الاستخدام والتصفح؟
يقول معلمونا إنه ليس هناك كتب جديدة، وإنهم سيسلموننا نسخا جديدة ما إن تصل، ويحاولون مساعدتنا بتصوير بعض صفحات الكتب، وينصحوننا بتجليدها ومحو خربشاتها. ونحن نتساءل هنا: أين تكمن المشكلة؟ وعلى من تقع المسؤولية؟
لا نعتقد أن وزارة التربية والتعليم تحب أن نتسلم كتبا متهرئة، ولكن بغض النظر عن الأسباب والصعوبات التي حالت دون توفير كتب جديدة، نتمنى أن تحاول الوزارة تلافي المشكلة وحلها بأسرع وقت، لأنها مشكلة كبيرة بالنسبة لنا.